نستعرض في هذه العجالة بعض القرارات الفوقية و الاتفاقات التي نشرتها الصحف الوطنية الورقية و الالكترونية خلال الخمس سنوات الأخيرة لنشاط بعض النوادي الغربية و خاصة الروتاري و الليونز...لنعلم نشاط هذه النوادي و إلى من تنتمي لعل قومي يعلمون حجم الدمار المعرفي و الثقافي و الأخلاقي الذي يصيبون به الأجيال القادمة على إثر هذه النوادي الرسالية.

جريدة الشروق اليومي 2008/03/30

" وقّع وزير التضامن الوطني، جمال ولد عباس، اتفاقية إطار مع كل من نادي الروتاري (الجزائر)، والجمعية السويسرية "دوماني الجزائر"، يحدد مجالات تدخل الأطراف الثلاثة في إنجاز وتسيير مركز المساعدة عن طريق العمل الخاص بفئة المعوقين، والذي يتخذ من بلدية زموري بولاية بومرداس مقرا له "

جريدة النهار الجديد 01/03/2009

" انعقد الأسبوع الماضي، بفندق السوفيتال بالعاصمة، اجتماعا لفرع نادي روتاري العالمي بالجزائر، حضره نخبة من رجال المال والأعمال والسياسيين والمثقفين، بالإضافة إلى مسؤولين سامين سابقين وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر "

جريدة الجزائر تايمز الالكترونية 10/02/2014

" مؤتمر نوادي الليونز في الجزائر...الحكومة تشرف رسميا بواسطة كاتبة الدولة سعاد بن جاب الله على مؤتمر نوادي الليونز  (lions clubs)، وبدون أي حرج يعلن عن هذا في نشرة الثامنة لهذا اليوم، وللعلم فإن نوادي الليونز و الروتاري معتمدتان في الجزائر وينتمي إليها مسؤولون وسياسيون ورجال أعمال جزائريون "

جريدة الخبر 04/05/2014

" يقوم وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله اليوم في سابقة، بتقديم مساعدات من صندوق الزّكاة للجمعية الدولية “الليونز” ، وذلك لفائدة فئة من المكفوفين النّاجحين في شهادة التعليم المتوسط. وعوض تقديم هذه المساعدات للجمعيات الجزائرية، بررت الوزارة تقديمها مساعدات لمنظمة دولية لها ميزانيات ضخمة، بالاستجابة لنداءات الجمعيات الخيرية التي رأت في الوزارة رافدًا من أهم روافد عمل البرّ والإحسان "

و لكن لماذا كل هذا الاهتمام بهذه النوادي و الجمعيات مادام عملها كله رعاية للمرضى و مساعدة للمحتاجين و إيواء للفقراء المعوزين.

و قبل الحكم نريد التعرف على هذه الفكرة الماسونية و عن نواديها العالمية.

الماسونية: منظمة يهودية، سرية، ذات تنظيم عالمي، قامت أساسًا لخدمة المبادئ الصهيونية، وتهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم، من خلال نشر الإلحاد، وتعميم الإباحية والفساد، وذلك بالتستر  - داخل المجتمعات الإسلامية - خلف شعارات خداعة مثل " الحرية والإخاء والمساواة والإنسانية  .

و الماسونية من أقدم الجمعيات السرية التي عرفتها البشرية على الإطلاق .. إلا أن منشؤها مازال غامضًا ومجهولا ً ، وغايتها الحقيقية، مازالت سرًا حتى على معظم أعضائها أنفسهم .

تهدف الماسونية إلى القضاء على الأديان، والأخلاق الفاضلة، وإحلال القوانين الوضعية، والنظم غير الدنيوية محلها .. حيث جاء في المحفل الماسوني الأكبر سنة 1922 م ما نصه : "سوف نقوى حرية الضمير، في الأفراد بكل ما أوتينا من طاقة، وسوف نعلنها حربًا شعواء على العدو الحقيقي للبشرية الذي هو الدين" .

يدعى الماسون أن ماسونيتهم فوق الأديان، وأنها عقيدة العقائد، التي لا تعترف بوطنية ولا قومية، أنها أممية عالمية، تعمل على توحيد العالم تحت رؤيتهم.

ومما يؤكد الصلة بين الصهيونية و الماسونية، ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون : " وإلى أن يأتي الوقت الذي نصل فيه إلى السلطة، سنحاول أن ننشى ونضاعف، خلايا الماسونيين الأحرار، في جميع أنحاء العالم، وسنجذب إليها كل من يعرف بأنه ذو روح عالية، وهذه الخلايا ستكون الأماكن الرئيسة التي نحصل منها على ما نريد من أخبار، كما أنها ستكون أفضل مراكز للدعاية".

الروتاري: هى إحدى جمعيات الماسونية العالمية، أسسها المحامى الأمريكي، بول هارس سنة 1905 بولاية شيكاغو، ثم امتدت إلى جميع أنحاء العالم .. تم تشكيلها كواجهة تتخفى وراءها الأهداف الماسونية في استقطاب القوى التي يمكن توظيفها للسيطرة على العالم حسبما ترى التلمودية اليهودية. بدأت أندية الروتارى في أمريكا، وانتقلت منها إلى بريطانيا وإلى عدد من الدول الأوروبية، إلى أن اتخذت لها أرضية في قلب العالم الإسلامي، ومن ثم صار لها فروع في معظم أنحاء العالم .

وللروتارى نواد في معظم الدول العربية، كمصر والأردن وتونس والجزائر وليبيا والمغرب ولبنان، وتعد بيروت مركز الروتارى في الشرق الأوسط ..

وقد اختارت تلك النوادي شارة مميزة لها هي "العجلة المسننة" على شكل ترس ذا أربعة وعشرين سًنا، باللونين الذهبي والأزرق، وداخل محيط العجلة المسننة تتحدد ستة نقاط ذهبية. كل نقطتين متقابلتين تشكلان قطرًا داخل دائرة الترس بما يساوى ثلاثة أقطار متقطعة في المركز وبتوصيل نقطة البدء لكل قطر من الأقطار الثلاثة بنهاية القطرين الآخرين تتشكل النجمة السداسية تحتضنها كلمتي "روتارى" و"عالمي" باللغة الإنجليزية.

أما اللونان الذهبي والأزرق فهما من ألوان اليهود المقدسة التي يزينون بها أسقف أديرتهم وهيكلهم ومحافلهم الماسونية، وهما اليوم لونا علم "دول السوق الأوروبية المشتركة".

تتظاهر أندية الروتارى بالعمل الإنساني، داخل المجتمعات الإسلامية .. وتنتقى أعضاءها من ذوى المناصب، والشخصيات المرموقة، يوثقهم عهدًا بحفظ الأسرار، ويقيمون المحافل للتجمع والتخطيط وهذه الجماعات لا تسفر عن وجهها الصريح القبيح إلا في المجتمعات الغربية، وعندما تحاول أن تجد موطئ قدم لها في دول عربية أو إسلامية، فإنها تتقنع بأقنعة بريئة في ظاهرها .. والمحصلة النهائية هي صرف الانتباه إلى قضايا ثانوية، حتى يتفرغ زعماء هذه الجمعيات للمهام السرية الأخطر والأهم!.

الليونز: أحد الأندية ذات الطابع الاجتماعي في الظاهر، لكنها لا تعدو أن تكون واحده من المنظمات العالمية التابعة للماسونية .. و لليونز نواد في أمريكا وأوروبا وكثير من بلدان العالم، ومركزه الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية .

ويتجلى النشاط الظاهري الليونز في : الدعوة إلى الإخاء والحرية والمساواة، وتنمية روح الصداقة بين الأفراد بعيدًا عن الروابط العقدية، والاهتمام بالرفاهية الاجتماعية . لا يستطيع أي شخص أن يقدم طلب أنتساب إلى الليونز، وإنما هم الذين يرشحونه ويعرضون عليه ذلك .

ومعنى كلمة ( الليونز ) هو حراس الهيكل  في إشارة إلى الهدف الماسونى الأكبر المتمثل في بناء هيكل سليمان  وهذه الأندية تضم في الغالب مؤيدين لمعاهدة كامب ديفيد التي أبرمها السادات مع العدو الصهيوني، وتتخفى أندية الليونز والروتارى وراء الأنشطة الاجتماعية لاستقطاب المفكرين والذين يرغبون في أداء عمل تطوعي يخدم المجتمع أو حتى الوجاهة الاجتماعية . فالمحافل الماسونية، وأندية الروتارى والليونز، كان وراء دعمها وترويجها الصهيونية العالمية التي استهدفت جذب صفوة المجتمع من الشخصيات العامة والاجتماعية ورجال الأعمال والإدارة.

حكم الانتماء إلى الأندية الماسونية: أصدر المجمع الفقهي بمكة المكرمة، في دورته الأولى العاشر من رمضان عام 1398 هجري 1978 م، بيانًا عالميًا أكد فيه  بعد دراسة وافية  أن مبادئ حركات الماسونية والليونز والروتارى، تتناقض كليًا مع مبادئ وقواعد الإسلام. وجاء في البيان فتوى بتكفير كل من يشترك في هذه الأندية بشرط علمه بحقيقتها، وأهدافها ومخالفتها للإسلام، مع الاعتقاد بصحة معتقداتهم والعمل بها و لها " يراجع في ذلك الموسوعة الميسرة :ص 434.

كما أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، بيانًا بشأن الماسونية والأندية التابعة لها، مثل الليونز والروتاري، وذلك ردًا علي سؤال مكتوب جاء فيه : يحرم علي المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها، وواجب المسلم ألا يكون إمعة يسير وراء كل داع وناد بل واجبه أن يمتثل لأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث يقول: "لا يكن أحدكم إمعة يقول: إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءاتهم"، وواجب المسلم أن يكون يقظًا لا يغرر به، وأن يكون للمسلمين أنديتهم الخاصة بهم، ولها مقاصدها وغاياتها العلنية، فليس في الإسلام ما نخشاه، ولا ما نخفيه والله أعلم.