قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 24 شباط/فبراير 2024 11:33

لماذا خبا الحراك المجتمعي المناصر للقضية الفلسطينية عربيا؟

كتبه  الأستاذة كندة حواصلي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

دخلت أحداث غزة شهرها الخامس دون أن تهدأ وتيرة العمليات العسكرية، و دون أن تنجح الجهود الدبلوماسية في الضغط من أجل إيقاف آلة الحرب الإسرائيلية التي انتهكت كل المعايير الإنسانية و مبادئ حقوق الإنسان، و رغم موجات التنديد و الرفض الدولي لجرائم التهجير و استهداف المدنيين و توصيات محكمة العدل الدولية لم يكن هناك أي تغير واضح في المواقف السياسية على المستوى الدولي.

أما على المستوى الشعبي، فمن اللافت أن ردة الفعل الشعبية على المستوى العربي بدأت بشكل قوي و واسع منذ بداية الأحداث، إلا أن وتيرة الأنشطة و التفاعل الشعبي أخذت بالتراجع و الخفوت شيئا فشيئا رغم فداحة المشهد و الحاجة الماسة للضغط المستمر، في حين لا تزال الدول الغربية تشهد حراكا شعبيا مستمرا و منظما يسعى للتأثير على صناع القرار و إجبارهم على التدخل و إيقاف جريمة الإبادة لم يتوقف و لم يتراجع حتى الآن.

يحتاج هذا المشهد الغريب للكثير من التفكيك و التحليل، لفهم دوافع الشعوب العربية -أصحاب القضية – و محركاتها، و معرفة أسباب اختلاف ردود أفعالها عن الشعوب الأخرى، و أسباب تراجع اهتمامها خاصة فيما يتعلق بالقضايا الحساسة التي تمس جوهر وجودها و مستقبلها، بالإضافة إلى قياس قدرتها على التحشيد في قضايا التغيير و القضايا المصيرية.

التسونامي العربي قصير الأمد

تتفاوت ردات فعل الجماهير العربية تجاه الأحداث تبعها لنوع تلك الأحداث و توقيتها و أبعادها السياسية، إلا أن هذه الجماهير العربية كانت حاضرة و متضامنة في غالبية الأحداث الإنسانية لا سيما فيما يتعلق بقضايا الأمة كقضية فلسطين، و بالنظر إلى شكل هذه التفاعلات التضامنية تبدو أشبه بالموجات العالية قصيرة المدى – تسونامي – و التي تتكرر بوتيرة زمنية متباعدة، و كأنها حالة تنفيس عن الغضب و الخذلان و المرارة و إعلان الرفض العميق و الاستنكار الشديد لما يحدث.

لم تشهد التفاعلات العربية مع الأحداث الكبيرة موجات تضامن طويلة الأمد، بل غالبا ما ينصرف المتضامنون بعد مدة إلى حياتهم اليومية، و كأنهم قد أقنعوا أنفسهم بأنهم أدوا واجبهم و قدموا ما باستطاعتهم، و صرخوا و شتموا و نددوا و أحرقوا و لعنوا المتآمرين الذين يحيكون لهذه الأمة المؤامرات في الخفاء.

من الصعب لوم الشعوب العربية على طريقة تفاعلهم مع الأحداث، خاصة و أنهم شعوب عاطفية مكبوتة، تتأثر بالمعاناة بشكل سريع، و تتداعى للمساعدة و الدعم بسخاء وفقا للمجالات المحدودة المتاحة لها، و في هذا السياق أدركت الأنظمة الحاكمة في المنطقة إمكانيات هذه الجماهير المكبوتة، فسمحت لها كل حين بمساحات منظمة قصيرة تفرغ فيها غضبها و تصرف طاقاتها في قضايا خارجية، ثم تعود تلك الأنظمة لتطبق اللجام مجددا و تعيد هذه الحناجر الهادرة إلى روتينها اليومي اللاهث وراء مصادر العيش.

و من الصعب أيضا على هذه الملايين أن تتفاعل بشكل طويل مع قضايا الآخرين و معاناتهم، و هي تعيش في معاناة مستمرة نتيجة ضعف سياسات التنمية و الأزمات الاقتصادية و مشاكل البطالة التي تطالها بالدرجة الأولى، فهي لا تملك رفاهية القعود عن العمل و لا تملك الوقت الإضافي للتطوع نصرة للقضايا المحقة، فأغلب أفرادها مثقلين بالديون و منهكين بالعمل و المشاكل و الهموم.

و من جهة أخرى، تغيب عن مجتمعاتنا العربية الثقافة التي تغرس المسؤولية المجتمعية، و تعزز في الفرد فكرة قدرته على التأثير و دوره في التغيير، فهذه الجماهير دجنت ضمن المنظومة الحالية التي تجعل من النجاة الشخصية المطلب الوحيد، و مضت مستسلمة لقدرها الذي نشأت فيه و التي تم إقناعها بعدم قدرتها على تغييره.

و حتى عندما حاولت هذه الجماهير العربية أن تستعيد أدوارها المستلبة خلال موجة الربيع العربي، لم تكن مستعدة أو مستوعبة لحركة التغيير و سننها و احتياجاتها، بل كانت قصيرة النفس تريد قطف النتائج بأسابيع أو شهور معدودة و تغيير الأحوال بعصا سحرية، فصدمت عندما وجدت أن عملية التغيير معقدة و متشابكة و طويلة تحتاج للكثير من الجهد و العمل، فاستسلمت مبكرا و لم تمتلك القدرة على الاستمرار.

ليس من الممكن الانتقال من دور المنفعل مع الحدث إلى دور الفاعل فيه دون وجود وقفات تقييمية دقيقة، نواجه فيها أخطاءنا ونعترف بنقاط ضعفنا و نسعى إلى تداركها، فنتعلم و نطور مهاراتنا حتى نكون طرفاً قادراً على أن يخرج من دوامة الضعف و الاستهداف و يتحول إلى صانع للحدث و الواقع و مؤثر فيه.

بتصرف عن الرابط : https://www.aljazeera.net/blogs/2024/2/23/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AE%D8%A8%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1

قراءة 135 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 28 شباط/فبراير 2024 09:11

أضف تعليق


كود امني
تحديث