قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 08 كانون2/يناير 2015 07:06

إقرأ

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ليل العبودية حالك الظلمة، ثقيل الوطأة، مليء بأنين المعذبين، المثخنة قلوبهم بالجراح الدامية، هنا في مكة، كما في كل بقاع الأرض، قلوب سوداء، و نفوس ماكرة، و ضمائر لا أثر فيها لملامح الإنسانية التي تتراحم و تتعاطف و تتساوى في شرعها الحقوق البشرية، و في أزقتها أكواخ يئن ساكنوها تحت نير ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، عبيد و إماء،ضعفاء و فقراء، رجال و نساء، استرقّوا رغم انوفهم، فهنا كما في كل بقاع الارض، القوي يأكل الضعيف و القول المسموع قول أرباب المال و الجاه، و الحكم الساري هو حكم السيد على العبيد، لاضوابط و لا قوانين، لارحمة و لا رقيب و لا حسيب، هنا و على الأرض التي ارادها ربها موطنا لخليفته الإنسان، نسي الإنسان غاية خلقه، و تنكر لصفاته الطيبة و استبدلها برداء أسبغه على نفسه الأمّارة، رداء ظاهره كباطنه، بشع و قاس و أناني و جبّار، و أقام لنفسه منهجا لا منطق يحكمه، و لا رادع يردعه عن غيه، فرعنة و جهل، و استعلاء و شرك، انفاس بريئة لم تعانق الحياة بعد، تخمد بدم بارد، و اجساد رقيقة لم تعرف بعد ملمس الغطاء الدافيء، تدسّ في التراب وفق قانون جاهلي يعتبر الانثى عار لا يمحوه إلاّ الوأد، دون اعتبار لدمعة الأم الثكلى، و قلبها الوالدي يتمزق ألف قطعة، و هي ترى ما حملته كرها و وضعته كرها ينتزع منها و يدفن حيّا في التراب، ايها الجهل متى ستطرد شمس الرحمة جحافلك البليدة.

اصغي أيتها القلوب المعذبة، فقريبا ستتنزل الكلمات الخالدة، لتجعل كل هذا الضنك و العنت و الجبروت ماض كئيب مرفوض و محرّم، و ها هو أوان نبي الأمة و رسول الرحمة يؤذن بالقدوم، و ها هو{ محمد} صلى الله عليه و سلم الصادق الأمين، يتميز بما فطره عليه ربه سبحانه من الأمانة و الصدق، و الجود و العطف، يحبه و يجله كل من عامله و جالسه، و تختاره { خديجة بنت خويلد} سيدة نساء مكة ليتاجر بمالها، و ترى فيه الأمانة و البركة، و تحس بروعة خلقه، و جميل صنائعه، و طيب سيرته، فلا تلبث أن تختاره زوجا، و ما ندمت أبدا، بل ازدادت شرفا و كرامة.

و تتوق النفس الزكية إلى الإرتقاء، و تشتاق الروح المؤهلة لخطاب السماء للمزيد من النقاء، و تبدأ رحلة حراء التعبدية الجميلة، و تبدأ الرؤى الصادقة كفلق الصبح، و يحين أوان اندحار الجهل و تبدد ظلامه، و يشاء الله لهذه الأرض خيرا، فينظر إلى خلقه الضعاف بعين الرحمة الربانية الكريمة، فينزل الروح الامين على محمد صلى الله عليه و سلم و يتنزّل الوحي الكريم عليه في ليلة القدر، و التي هي خير من ألف شهر، برسالة الإسلام الخالدة، القائمة على توحيد الخالق المعبود، مبدوءة بكلمة هي الرقيّ و السموّ و الانطلاق الحر المحلق في آفاق العلم الرحيبة، النافية لخبث الجهل و ظلمة الخرافة، و الاستعباد لروح الإنسان و جسده، في أمر واضح للبشرية أن القي عنك رداء الجاهلية بكل ألوانه، و اشكاله، و قوانينه، و استمعي لقول ربك المنزل على الصادق الأمين {إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ و ربك الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم}.

أيها الإنسان المكرّم المتميز بالعقل و الحكمة، إقرأ وابحث و استمع لربك الذي خلق البشرية من أصل واحد، و لا رب لها سواه، و لا مدرك لما فيه خيرها سواه و لا متصرّف بأمرها إلّاه، أيتها العقول التي انغلقت على آثار الآباء الدارسين، و قوانينهم البائدة، فلم يعد لها صوت يسمع و لا حوار منطقي مبني على اساس، و القلوب التي طال عليها الأمد فقست و امعنت في التحجر و الطغيان، ها هو باب التغيير و التحضر و الارتقاء يفتح أمامك فلا ترتدي عنه رافضة للخير المتدفق منه، و هاهو الصادق الأمين يتلقى الكلمات الصادقة برعب و ارتعاد، إنها لأمانة ثقيلة، جعلته يهرع إلى خديجة الحكيمة الطيبة، الودود الأليفة{ زملوني دثروني}، و تتلقى الزوجة المحبة الفخورة بزوجها، ما ألقاه إليها من خبر السماء، و تدرك أنه خير عظيم، فمحمد الصادق الامين، المعطاء الكريم، يعين الكل و يواسي الكليم، و يسعى على كل ذي حاجة و يرد لهفة الملهوف، و يطعم الجائع و يحمي الضعيف، فليس للشيطان عليه من سبيل. [كلّا، والله لا يخزيك الله ابدا، إنّك لتصل الرّحم، و تحمل الكلّ، و تكسب المعدوم، و تقري الضيف، و تعين على نوائب الحق]، و إنها و الله لصفات ينبغي ان تكون اصيلة في كل من أراد الإصلاح و سعى إلى خير الخلق و مصالحهم، إنها أخلاق الأنبياء يرثها في امة محمد صلى الله عليه و سلم كل داعية خير، و ساع إليه، ليكون حقا وريث [محمد]صلى الله عليه و سلم، لقد أدبه ربه فأحسن تأديبه، و تعاهده بطيب الأخلاق و أحسنها و أعظمها، ليكون أهلا لحمل أمانة فيها النجاة للبشرية من مهالك الشرك، و أدران الجاهلية و ربقة الضلال.

يا ورقة بن نوفل ماذا لديك لتقول في هذا و أنت صاحب العلم و المعرفة بكتب الأولين، يا إبن العم ما تقول فيما رآه و سمعه{ محمد }في غار حراء، و يسأل الشيخ محمدا عمّا رآه و سمعه صلّى الله عليه و سلم، فيخبره بما رأى و سمع فيقول ورقة:{هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيّا إذ يخرجك قومك}، و يتسائل الصادق الأمين الذي التقت على حبه و احترامه و الرضى بحكمه و الثقة به كل قلوب اهل مكة، {أو مخرجيّ هم ؟} قال نعم، لم يأت رجل قط بمثل ماجئت به إلّا عودي، و إن يدركني يومك انصرك نصرا مؤزّرا،} .

يا من سبّح الحصى في كفيك، و حجارة مكة قد سلّمت عليك، ألف ألف صلاة و سلام من اللّه عليك، لقد حمّلت أمانة ثقيلة لا ترجو من وراءها مال و لا منفعة شخصية، أمانة إخراج الخلق من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، من الظلمات إلى النور، لتقرّ في البشرية منهج الحرية و المساواة و التفاضل بالتقوى و العمل الصالح، هذه هي الرسالة تلقى إليك، و هي و إن كانت تحمل الخير كله للناس جميعا إلا أنها تحمل لأولئك الطغاة المتألّهين إيذانا بزوال ظلمهم و تحرير النفوس المستعبدة لديهم دون أدنى شعور بآدميتهم، و هم لذلك سيقدمون على كل ما يستطيعونه للإبقاء على مكاسبهم، و الحفاظ على هيبتهم القائمة على الغي و الطغيان و سيخرجوك من بيتك و أرضك و إنّك لعلى الحق المبين.

الرابط:http://www.gerasanews.com/index.php?page=article&id=125362

قراءة 1402 مرات آخر تعديل على السبت, 29 آب/أغسطس 2015 06:22

أضف تعليق


كود امني
تحديث