قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 24 حزيران/يونيو 2015 12:21

بين الصفع و الصفح

كتبه  الأستاذة شريفة الغامدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

جاء غاضبًا مُحتقن الوجه، يَستشيط غيظًا بعد شِجارٍ مع صديق له في المدرسة، حكى لي ما جرى و جسده الصغير يَرتجف انفعالاً؛ لأن صديقه قد صفَعه، و عيناه تُغالبان دموعه، حتى غلَبته و هو يتحدث، فانصرَف مسرعًا إلى غُرفته.

بقي حزينًا يرفض الحديث حتى حضَر والده، فأخبرَه بما حصل و هو لا يزال على حاله من الغضب و الانفعال، فقرَّر والده التدخُّل و الحديث إلى ذلك الصديق، فلرُبَّما عاد إلى نفسه بعض الرضا، و كان ذلك.

فتحدَّث إليه بعد الصلاة؛ حيث كان يلتقي به في مسجد الحي، و انتهى الأمر بأن تعهَّد كلٌّ منهما بعدم التحدُّث للآخر أو التعرُّض له، و لكنَّ نفسه لَم تَهدأ و لَم يذهب عنه الغضب، بل ظلَّ حانقًا ناقمًا على صديقه، يَشعر بالإهانة بسبب تلك الصفعة.

في المساء ترَكناه يُعبِّر عمَّا بداخله من شعور بالغضب من صديقه، فتحدَّث بشكلٍ أكثر وضوحًا و أعمق شعورًا، و أقسمَ بأنه لن يُسامحه، و بأنه لن يعود للحديث معه مهما كان، و بأنه سيَصفعه كما فعَل، فرأينا أنه من الأنسب استغلالُ الموقف و الحديث عن فضْل التسامُح و الصفح، و ما كان من نبيِّنا الكريم - عليه الصلاة و السلام - من تسامحٍ مع مَن أساء إليه من قومه؛ إذ قال لهم ببساطة و تسامُح: ((اذهبوا فأنتم الطُّلقاء)).

حكينا له الكثير من المواقف و قَصص العافين، و حدَّثناه عن فَضْل الصفح و التسامح، و ثواب الكاظمين للغيظ، مُستشهدين بآيات القرآن الكريم، و بأحاديث الحبيب - صلَّى الله عليه  و سلَّم - بَقِي مُصغيًا لكلِّ القَصص و الحكايات، مستمتعًا بسماعها، مستفسرًا عن جزئيَّاتها؛ مما جعَلنا نسترسل بثقة في تأثُّره و تفهُّمه لِما نقول، متيقِّنين بأنه قد غيَّر رأيه، ثم قال بصوت واثقٍ: و لكنني لن أُسامحه أبدًا، ولن أُكلِّمه، و سأَصفعه، أُصبنا بالدهشة لموقفه، و الخيبة لعدم القدرة على إقناعه، فانصرَفنا تاركين له قراره، و توقَّفنا عن المحاولة، و نام منتظرًا الصباح، مُتلهِّفًا لتلقين زميله درسًا لن ينساه، و في الصباح و كالمعتاد توجَّه لمدرسته، عاقدًا العزمَ على إمضاء قراره الذي اتَّخذه و عجَزنا عن ثَنْيه عنه، لَم نحاول فتْحَ النِّقاش معه مُجدَّدًا، و لكنَّ وجهه كان يبدو عليه الإصرار على تنفيذ ما امتلأَ به رأسه الغاضب من رغبة في الصفع.

فترَكناه يلقى نتائج قراره بنفسه ما دام قد أصرَّ على عدم الصفح، و في أنفسنا خوف مما ستؤول إليه الأمور بينهما، و في الثانية عشرة عاد للمنزل مُنتشيًا، تملأ ابتسامة الانتصار وجهه، صارخًا: أمي، أبي، أنا و فيصل تصالَحنا!


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/37688/#ixzz3diCypkDl

قراءة 1627 مرات آخر تعديل على الجمعة, 26 حزيران/يونيو 2015 07:02

أضف تعليق


كود امني
تحديث