قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 28 أيار 2014 08:16

أيام في المالديف و السيلان

كتبه  الدكتور محمد موسي الشريف
قيم الموضوع
(0 أصوات)
سيلان هي جزيرة صغيرة تقع جنوب شبه القارة الهندية تماماً ، و قد كانت تسمى قديماً "سرنديب" ثم صارت "سيلان" ثم أصبحت "سريلانكا" اليوم ، و فيها أقلية مسلمة ، و عاصمتها "كولومبو" ، و هي أهم مدنها ، و منها "كاندي" و "نوراليا"، و "نوراليا" هذه تقع على رأس جبل يزرع فيه الشاي الذي تشتهر به سيرلانكا، فيقال : الشاي "السيلاني".
و مزارع الشاي في كل مكان ذهبت إليه هي آية من آيات الله، و قد رأيتها في الفلبين و ماليزيا و سيلان، و هي أشجار قصار مهذبة تهذيباً إلهياً إذ لطولها غاية لا يتجاوزها ذلك الشجر، فتراها من بعيد فإذا هي بساط أخضر موضوع مفروش على الأرض مستوٍ على وجه مدهش، و الناظر يُخيّل إليه أنه منقسم إلى مربعات متقنة بفعل فاعل، و ما هو كذلك إنما هي الفراغات التي بين الأشجار المزروعة على مسافات منضبطة، فسبحان الله العظيم.
غابة ملتفة الأغصان
و أما أرضها تزدحم فيها الخضرة مع المباني و الطرق، و إلا فالأصل أن بلادهم غابة ملتفة الأغصان، و لما اقتربت منها بالطائرة رأيت سواداً من عُلٍ، و ليس بالأرض سواء إنما هي الخضرة الداكنة التي تتلبس المزروعات فتبدو للناظر من بعيد أنها سواد !! و لذلك سمى العرب العراق بلاد السواد لأن القادم إليها من بعيد يرى نخلها المجتمع الكثير فيظنه سواداً.
و في كاندي – و هي بلدة في طريقنا إلى مزارع الشاي – مسجد صليت فيه فحف بي أهله لما علموا أني عربي، و فرحوا بي، و أكثر المسلمين هناك فقراء مثل عامة الشعب.
غطاء الرأس
و صليت الجمعة في مسجد في كولومبو، و لم يكن هناك شيء على رأسي، و القوم أحناف ملتزمون بالمذهب الحنفي متعصبون له، فلما جلست للخطبة رمقوني بأبصارهم، وصاروا يشيرون إلى رأسي أن أغطيه، فلما لم يجدوا معي شيئاً رموا إليّ بطاقية صغيرة من الخوص لا تغني من رأسي شيئاً، فلما رأوا هذا رمى إليّ أحدهم بمنديل قد تغيّر لونه و رائحته و أمرني بوضعه على رأسي فوضعته واحتملت رائحته حتى أقطع عني الألسنة، و أغض عني الأبصار، و مضت الخطبة - التي لم أفهم إلا مقدمتها و خاتمتها اللتين كانتا بالعربية – بسلام و لله الحمد.
و هكذا القوم يتمسكون بأمور لا تعدو أن تكون في أحسن حالاتها من الآداب و يعرضون عن واجبات و أركان ، لكن "دارهم ما دمت في دارهم، و أرضهم ما دمت في أرضهم"، و خاصة أن هذا الإرضاء و تلك المداراة أسعدتهم، و لم تعد عليّ في ديني بسوء، و هذا هو منهجي الذي خططته لنفسي دوماً و هو ألا أكثر من الجدال في أمر ليس بذي بال، و لا ينبني عليه عمل، و الله أعلم.
أفيال هندية
و في كولومبو حديقة حيوانات ضخمة، و فيها أفيال هندية كبيرة، دربوها على التجاوب مع دقات الطبول، فإذا دُقت فإذا بذاك الفيل الضخم يقف على رجل واحدة، و يدور على نفسه على وجه لا تملك إلا أن تعجب منه، و يأتي مع مدربه بحركات متقنه، و أوضاع صعبة، على طريقة دُرب عليها، فضبطها و أتقنها، فسبحان من ألهم هذه الحيوانات العجماوات من الأعمال ما يفضُل به نوع على نوع و جنس على جنس، بل بما يفضل به المتماثلات في الخلقة.
جزر المالديف
ثم سافرت من كولومبو إلى جزر المالديف، و هي جزر كثيرة متفاوتة في المساحة، متناثرة في مياه المحيط الهندي غرب سريلانكا "سيلان"، فذهبت مع زوجي في الطائرة قدر ساعة و ربع، و حططنا في مطار المالديف، و هو جزيرة، ثم أخذونا بالقارب إلى العاصمة "ماليه"، و هي جزيرة أخرى صغيرة، و قد لفت انتباهي أنهم يغلقون المحال أثناء الصلوات، و هذا ما لم أره في بلد قط خارج المملكة العربية السعودية إلا في المالديف، و أنه ليس في العاصمة خمور، و ربما كان هذا لأن رئيسها أزهري و هو مأمون عبد القيوم، و ذهبت زوجي لمدرسة فتليت قد جمعن لسماع وعظها فلما فرغت و خرجت من المدرسة نزعن الحجاب فتعجبت و سألتهن عن السبب صنيعهن، ثم جمعتهن مرة أخرى و ألقت عليهن موعظة في الحجاب و أهميته في الإسلام.
مأزق كبير
و نحن في العاصمة أردت أن أؤكد حجز العودة بعد يومين حتى أدرك موعد طائرتنا إلى المملكة، و كنت قد جئت في رحلة عمل فلا أستطيع أن أتأخر، و إلا تأخرت الطائرة، كيف لا و أنا رُبانها ؟!
فقيل لي : إن حجزك ليس موجوداً في الكشوف التي بين أيدينا – و كانت أوراقاً – و لا نستطيع أن نحجز لك لأن رئيس المالديف مغادر على الطائرة نفسها، و إنما يصعد على الطائرة الركاب الذين حجزوا فقط، فضاقت الدنيا في عيني لما تذكرت العواقب، و حرت فلم أدر ما أصنع، و سألت عن المسافة بحراً في قارب فقالوا لي : ثلاثة أيام !! فازددت ضيقاً، ثم هداني الله للاتصال بمكتب الحجز الذي في كولومبو - و الطائرة سرلانكية – فأكدوا لي وجود اسمي بين الركاب، و أنهم سيرسلونه إلى مكتبهم في المالديف بعد ساعة، و مضت الساعة ثقيلة حتى أنبأني القائمون على المكتب بوصول كشف فيه اسمي و اسم من معي – و كنا أربعة كباراً و طفلتي مريم – فحمدت الله تعالى، و طابت نفسي للبقاء في المالديف.
جزيرة مؤجرة
ثم ذهبوا بنا إلى جزيرة أعدت للزائرين، و في طريقنا إليها رأيت جزيرة عليها علم لدولة أوروبية، و ثانية عليها علم لدولة أخرى، و هكذا... فسألت فقيل لي : إن هذه الدول قد استأجرت هذه الجزر لها خاصة يقصدها مواطنوها للاستجمام و الراحة، فحمدت الله تعالى على أننا لن نختلط بأولئك الأوروبيين فهم قوم قد غادرهم الحياء منذ زمن طويل و لم يعد إليهم !!
و وصلنا إلى جزيرة شبه مهجورة، و نمنا فيها ليلة، و الهواء عليل، و شواطئها تراب صرف ليس ممزوجاً بما يشين أو يؤذي من الحجارة، و ماؤها صاف بين الزرقة و الخضرة، فسبحان الله العظيم.
و إذا كانت العاصمة على ما وصفت من انضباط إسلامي فإن الجزر غارقة في الفسوق و العصيان، فنسأل الله السلامة و العافية، فمن قصد المالديف عليه أن يطلب جزيرة لا يطرقها السياح الأوروبيون حتى يسلم له دينه، و يستمتع بوقته، و هذه آفة الجزر في كل بلد إسلامي ذهبت إليه، و المالديف بلد إسلامي، و كذلك كثير من الجزر في اندونيسيا و ماليزيا، قد وهبها الله جمالاً رائعاً لكن ينغصها وجود أولئك الكفار و ما يصنعونه فيها.
و ختاماً أقول : إن في بلدان الخليج مئات الآلاف من السريلانكيين يعملون وظائف دنيا سائقين و خادمات و عمالاً، فالذي ينبغي علينا عمله هو دعوتهم و محاولة هدايتهم و الإحسان إليهم، و هذا أقل ما ينبغي علينا عمله تجاههم حتى لو لم يسلموا كلهم أو أكثرهم فإن معاملتهم بالحسنى تعود علينا بالفوائد و سيكونون سفراء لنا في بلادهم فهل نحن فاعلون ؟ !
الرابط:
قراءة 2586 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 17:44

أضف تعليق


كود امني
تحديث