قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 16 تموز/يوليو 2014 09:56

الدبلوماسية في التاريخ الإسلامي

كتبه  الأستاذ عباس حلمي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إنَّ أول من استعان بالدبلوماسية في الإسلام كان الرسولَ الأعظمَ صلَّى الله عليه و سلَّم إذ بعث برسلٍ إلى بيزنطة و فارس، و مصر و الحبشة و بلاد أخرى.

و يروي مؤرِّخو السير و كتَّاب التاريخ الإسلامي أسماءَ الرسل الذين أوفدَهم النبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم، و هم:
شجاع بن وهبٍ الأسَدي إلى شَمر بن الحارث ملِكِ الغساسنة بالشام، و حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقِس صاحب مصر، و عمرو بن العاص إلى جَيْفر و عبادٍ الأَسَديَّيْن في عمَّان، و دحية الكلبي إلى قيصرَ ملِك الروم، و عمرو بن أميَّة الضّمري إلى النجاشي في الحبشة، و العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوَى العبدي و أهل البحرين، و المهاجر بن أبي أميَّة المخزومي إلى الحارث بن عبد كلالٍ ملك اليمن، و عبدالله بن حذافة إلى كسرى ملِك الفرس.

و زوَّدهم بكتب هي وثائقُ تؤيِّد صحة انتدابِهم كما توضِّح الغرض منه، كما بعث النبي الأمين المبعوثين السِّرِّيين الموثوق بهم إلى البلاد التي يهتمُّ بمعرفة أحوالها، فقد عيَّن عمه العباس مبعوثًا سريًّا في مكَّة، و المنذر بن عمرو بن خنيس الساعدي المكنى بالمعنق ليموت في نجد، و كانت مهمة المبعوثين السريين تزويدَ النبيِّ بالمعلومات عن أحوال و أحداث الجِهة التي بُعثوا إليها، هذا من الجهة الإسلامية، أمَّا من الجهة المقابلة، فقد عرَف الإسلام في بداية إشراقه و في عهد الرَّسول الكريم نظامَ استقبال السُّفراء و الرسل، و كان صلوات الله عليه يستقبلُهم في الجامع الكبير في المدينة.

و جاء في سيرة ابن هشام ص 622 أنَّ الرسول صلَّى الله عليه و سلَّم و الصَّحابة رضوان الله عليهم كانوا يلبَسون أحسن الثِّياب عند استقبالهم الوفود و الرسل، غيرَ أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يتقيَّد بهذا الأسلوب من الرسميَّات و مارس البساطة؛ حتى إنَّ سفير قيصرِ الروم لَمَّا أوفده وجده نائمًا تحت شجرة، و في رأيي أنَّ الخليفة عمر قد أراد أن يُرِيَ سفير قيصر الروم الفرقَ الشاسع بين البساطة التي يعيشها خليفة المسلمين، و بين الأبَّهة و التَّرف اللذين يعيشُهما القيصر البيزنطي، و يُضرب بهما الأمثال، و اللذان لا تزالُ تعاني الدُّبلوماسية العالمية من تأثيرهما فيها.

و كان صاحبُ الرسالة يستقبل الوفود باحتفالٍ وَفْق المراسيم و العادات العربية، و كان سفراءُ الدول الإسلامية يحترمون تقاليدَ الدول التي يُوفدون إليها و لا يخرجون عنها، إلا إذا تعارضت مع أحكام الدين، كعادة السُّجود للملوك التي كانت شائعةً في العهود القديمة.

و كان المسلمون يعترفون للمبعوثِ الأجنبي بالحصانة دون حصولِه على وثيقة أمان، و لم يقصُرِ المسلمون صفةَ المفاوض الدُّبلوماسي على ممثِّلي الملوك و الحكومات، بل كان التسامح الإسلامي يتَّسع إلى حد إضفاء صفةِ المفاوض على كلِّ من يجادل في موضوعٍ يخصُّ الدعوة الإسلامية، حتى إنَّ هذا التسامح شمل بأمرٍ من النبيِّ صلواتُ الله عليه و سلامُه مبعوثي مسيلمةَ الكذَّابِ مع أنهما أساءا القول.

و قد أجمعت كتب السِّيَر على ذكر رواية أبي رافعٍ الذي جاء إلى النبي صلَّى الله عليه و سلَّم موفَدًا من قريشٍ، و بعد مُثوله بين يديه، آمَنَ و عزم على ألاَّ يرجع، فقال له النبيُّ: ارجعْ، فإن كان في قلبِك الذي فيه الآن، فارجعْ إلينا، و هذا الحادث يدلُّ على مدى تقدير الرَّسول الأعظمِ للأمانة التي يجبُ أن يتخلَّق بها السفير، و إلزامه بتأديتِها بإخلاص.

و من أهم المصادر عن تاريخ دبلوماسية الإسلام و الدول الإسلامية، الكتاب الذي وضعه أبو عليٍّ الحسين بن محمد المعروفُ بابن الفرَّاء، و اسمه: "رسُلُ الملوك و من يصلح للرسالة و السِّفارة"، و هو يتناول بالتَّفصيل كيف رفع فقهاءُ المسلمين منزلةَ الرسول و السفير، و اعتبروا أنها تستمدُّ حرمتها من مكانةِ الرُّسل الذين يبعث بهم الله عز و جل إلى عباده ليبلغوا رسالته، ناهيًا عن التعرُّض لمهمتهم و المساس بأشخاصِهم، قد استنبطوا من نواهي الدين و أوامره تجاه تعظيم الرسل أساسًا لمعاملة رسل الملوك و الخلفاء معاملة كريمةً؛ مستشهدين بالآيات الكريمة العديدة التي يحتويها القرآن في هذا الصَّدد، منها: ما ورد في سورة المزمّل: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا[المزمل: 15-16]، و منها: ما ورد في سورة إبراهيم: {وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ[إبراهيم: 4]، و يعلِّق ابن الفرَّاء على هذه الآية الكريمة مستنتجًا أن يكون السَّفير قادرًا على تفهُّم لغة مَنْ يرسل إليهم، و قد اعتبر الإسلام المفاوضة شرطًا أساسيًّا لا بد من توفُّره قبل اللجوء إلى الحرب؛ و ذلك اتِّباعًا لِما جاء في قوله - تعالى - في سورة الإسراء: {وَ مَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا[الإسراء: 15]، و قوله تعالى في سورة القصص: {وَ مَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا[القصص: 59]، و يعلِّق ابنُ الفراء على هاتين الآيتين بقوله: و قد فضَّل الله سبحانه المرسَلين من أنبيائه على غير المرسلين؛ لتبليغ الرسالة، و تحمُّل ثقل الأمانة، و الصبر على أذى الكافرين، و تكذيب الجاحدين، و أورد ابن الفراء ما أسماه بالحكمة التي تقول: (إنَّ الكتاب يدٌ، و الرسول لسان)، و أنَّ الواجب على الملوك أن يقرنوا كتبَهم بالرُّسل؛ لِما في ذلك من اكتمال الفائدة و وجود الحجَّة، و لقطع الرسول الأمر؛ إذ كان مأمورًا من غير مراجعة، و لا احتياج لاستئذان مرسلِه.

و استشهد بقول عبدالله بن جعفر بن أبي طالب: إِذَا كُنْتَ فِي حَاجَةٍ مُرْسِلاً فَأَرْسِلْ حَكِيمًا وَ لاَ تُوصِهِ

و قد جاء في كتاب أخلاق الملوك للجاحظ المتوفى عام 255 هجرية تحت عنوان "آداب السَّفير" ما نصه:
"و من الحقِّ على الملك أن يكون رسولُه صحيح الفِطرة و المزاج، ذا بيانٍ و عبارة، بصيرًا بمخارج الكلام و أجوبتِه، مؤدِّيًا لألفاظ الملِك و معانيها، صادق اللَّهجة، لا يميل إلى طمَعٍ أو طبْع، حافظًا لِما حمِّل، و على الملك أن يمتحنَ رسولَه محنةً طويلة قبل أن يجعلَه رسولاً".

و قد وضع الدُّكتور نجيب الأرمنازي رسالة دكتوراه في جامعة باريس موضوعها: "الشَّرع الدولي في الإسلام" عام 1930، و قد عالج فيها مواضيعَ تتعلَّق بالدبلوماسية الإسلامية، تبدأ بعدم جواز القتال ما لم تبلغ الدعوة، و يجرِ التفاوضُ من أجلها، ثم مبدأ التحكيم و ما يقتضيه من مفاوضة، و المعاهدات التي عقدها المسلمون مع الرُّوم في العهدين الأموي و العباسي، عن طريق إيفاد مبعوثين يتولَّوْن مهمة دبلوماسية معيَّنة.

و يُستنتج من ذلك أن المسلمين اتَّبعوا أسلوب الدبلوماسية المتقطِّعة لا الدائمة، كما تناوَل كيفية إرسال السُّفراء و استقبالهم، و ما يواكب ذلك من مراسيمَ و أصولٍ، ثم المراسلات السِّياسية و التِّجارية، و كيف أنَّها كانت تُجرى بأساليبَ و رسومٍ متقنةِ الوضع، و نوَّه بما جاء في كتاب "الخراج" للإمام أبي يوسف، و "السير الكبير" للإمام محمد بن الحسن الشيباني، من إعفاء الدُّبلوماسيين من الضرائب، إلا إذا كان ما لديهم يستهدف التِّجارة فتؤخذ الرسوم عليه.

و مما يسترعي الاهتمام اقتباسُ اللغات الأوروبية عن اللغة العربية كلمةَ تعريفة للرسوم الجمركية، كما اقتبس الغربيون كلمة: أميرال من التركيب العربي: أمير الماء.

و من المعلومات الطَّريفة حول النشاط الدبلوماسيِّ الإسلامي العربي في العصور الوسطى، ما اختاره الدكتور إبراهيم أحمد العدوي في كتابه: "السفارات الإسلامية إلى أوربا في العصور الوسطى"، و قد ضمَّنه معلوماتٍ تاريخيةً قيِّمة، بدأها بحقوق الجوار التي كانت تقوم على أساسها العَلاقاتُ بين الدولة الإسلامية و بيزنطة، و فيها مثَل طيِّب للتعايش السِّلمي الذي بدأ منذ قيام الدولة الأموية، و اتِّخاذها دمشق عاصمةً لخلافتها، و استقرار حدودها عند سلسلتي جبال "طوروس"، التي غدَت حدًّا فاصلاً بين المسلمين و الروم، ثم انتقل الدكتور العدوي إلى دبلوماسية التوازن الدولي الذي حدث نتيجة انفصالِ الأندلس عن الدولة الإسلامية عام 751م إِثْرَ قيام العبَّاسيين على عرض الخلافة، فأصبحت في العالم دولتانِ عربيَّتان مسلمتان تقابلُهما دولتانِ نصرانيتان، هما: إمبراطوريَّة الرُّوم البيزنطية، و دولة الفرنجة في أوربا، و التي بلغت أَوْجَ مجدِها في عهد شارلمان أو كارل الكبير كما يسميه الألمانُ عام 800م، و أصبحت منافسًا خطيرًا لأباطرة الرُّوم في ميدان الرعاية على العالم النصراني مستعينةً بدعم البابوية الروحي لها، و قد أدى ذلك إلى تدهور مركز إمبراطورية الروم الشَّرقية في العالم النصراني،حيث فقدت زعامتَها على نصارى غرب أوربا.

إن هذا الوضع السياسي الجديد قد أدَّى إلى ازدياد في النشاط الدبلوماسي؛ ذلك أن الخلافة العباسية في بغدادَ لم تعُدْ ترسل سفاراتِها إلى القسطنطينية فحسب، و إنما بدأتْ تبعث إلى بلاط الفرنجة؛ لتجعل من تلك القوَّة الجديدة سندًا لها في منافستِها للأُمويِّين في الأندلس، و في نفس الوقت لم يعُدِ الروم يرسلون سفاراتهم إلى بغداد فحسب، و إنما أخذوا يرسلونَها إلى قرطبة عاصمة الدولة الأموية، ليجعلوا منها عضدًا لهم، و اقتبس المؤلِّف رسالةً وجَّهها إمبراطور الروم: تيوفيل 829م إلى الخليفة العبَّاسي المأمون بشأن تبادل الأسرى و إعادة الحياة الاقتصادية بين المسلمين و الروم، وجاء في تلك الرسالة: "و قد كتبتُ إليك داعيًا إلى المسالمة، راغبًا في فضيلة المهادنة؛ لنضع أوزار الحرب عنَّا، و يكون كلُّ واحد لكل واحد وليًّا و حزبًا، مع اتصال المرافق، و الفسح في المتاجر، و فك المستأسر، و أمن الطَّريق".

و ردَّ الخليفة المأمون مجيبًا طلب الإمبراطور البيزنطي؛ حتى تعود الحياة بين الطَّرفين إلى مجراها الطبيعي، و كان يسمح لحاملي تلك الرسائل بزيارة معسكراتِ اعتقال الأسرى؛ ليتأكدوا من حُسن معاملتهم، و ليتعرفوا على كلٍّ منهم، و كان من أغراض الدبلوماسية الإسلامية محاولةُ معرفةِ قوَّة جيرانهم، و مدى بأسهم، و التأكُّد من صحة طلب الفريق الآخر للصُّلح، أو للمهادنة، أو تبادل الأسرى.

و كان من مهمة السفراء أن يعلَموا حالة الطرُق و الأمكنة التي توجد فيها المروج و الأعشاب و الحشائش للعلف، و كذلك قوَّة الجيش و مَؤونته في العَدَد و العتاد و في الدِّفاع و الهجوم، و أن يعرفوا كلَّ ما يتعلَّق بأمور البلاد الأجنبية من النواحي الشخصية و العامة، كما أنَّ الدُّبلوماسية الإسلامية في العهد العباسي كانت تتوخَّى من سفاراتِها أغراضًا علميَّة.

و من أمثلة ذلك: أنَّ الخليفة المأمونَ علِمَ أنَّ في القسطنطينية أستاذًا مشهورًا بالرِّياضيَّات، فأرسل إلى الإمبراطور البيزنطي: "تيوفيل" سفارةً خاصة تحمل رسالةً شخصيَّة تطلب منه أن يسمح للأستاذ "ليو" بالحضور إلى بغدادَ فترة قصيرة، و قال المأمون في رسالته: "إنه يعتبر ذلك عملاً وديًّا، و يعرض على الدولة البيزنطية صلحًا دائمًا، و ألفَيْ قطعة ذهبية في مقابل ذلك"، غيرَ أن الإمبراطورَ البيزنطيَّ رفض هذا العرضَ السَّخيَّ؛ لأن بعض أبحاث العلماء كانت تُعتبر في ذلك العهد من أسرار الدولة، و قد قامت في العهد العباسيِّ بين العباسيِّين و روما و مملكة البلغار و الهند و الصين، بالإضافة إلى القسطنطينية و الفرنجة - علاقاتٌ دبلوماسيَّة.

و من نشاطات الدبلوماسية العربية العلميَّة ما قام به الخليفة العباسي الواثق بالله 842 - 847؛ إذ أرسل وفدًا إلى الإمبراطور: "دقليديانوس" لزيارة الكهف الوارد ذكرُه في القرآن الكريم، و قد بحث المؤلِّف الدكتور العدوي موضوع تشكيلِ السفارة، و طرُقَ اختيار السفراء وصفاتِهم، و ما يجب أن يتمتَّعوا به من مواهب و مميِّزات، و ألَمَّ بالمراسيم الدبلوماسية، و تقديم أوراق الاعتماد، و جوازات السفر و الحصانة، و مراسيم الاستقبال، و التعليمات التي كان يزوَّد بها السفراء، و تحدَّث عن السفارات الإسلامية المبكِّرة مع الروم؛ كسفارة عامر بين شَراحيل الشَّعْبي في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، و عرَض صورة رائعةً للدعايات الدبلوماسية التي كان يقوم بها السُّفراء العرب في تمثيل بلادهم، و عرَض وصفًا دقيقًا للاستعدادات التي كانت تقوم بها بغدادُ في عهد الخليفة المقتدر العباسي تجاه سفارات الإمبراطور "قسطنطين السابع"، و حفل تقديم أوراق الاعتماد، و برامج الترفيه، و صورة رائعة أخرى لسفارة الخليفة "هارون الرشيد" للإمبراطور "شارلمان"، و الهدايا التي حملتْها معها تلك السفارةُ من مراسيمَ و خطبٍ سياسيَّة أخَّاذة، و لعل أبهى لوحة رسمها المؤلِّف في كتابه هذا تلك التي اختصت بسفارة يحيى بن حكم الغزال إلى الجزر البريطانية موفَدًا من الدولة الأُموية في الأندلس، و كانت بريطانيا آنذاك يحكمها "النورمان"، و ملكها اسمه "توركايوس"، و عاصمتُه في شمال أيرلندا، إنَّ هذه اللوحة جديرة بأن تُعرض على المسارح؛ لأنَّها تمثِّل علاقاتٍ تاريخيَّة نادرة في دبلوماسية القرون الوسطى.

و نختتم بحثَنا هذا في دبلوماسية المسلمين بأنها تمثِّل مرحلة متقدِّمة في تطور الدبلوماسية في العالم، فإنها قد استوفت أهمَّ خصائص الدبلوماسية الحديثة التي تقوم على ارتباطٍ وثيق بين السياسة و القانون و الإستراتيجية و الاقتصاد، و إنَّ الرُّوح التي سادت الدبلوماسية جاءت منطبقةً على الحديث الشريف: "أنا نبيُّ الرَّحمة، أنا نبيُّ الملحمةِ"؛ هذا الحديث الكريم الذي يوفِّق بين الرحمة والعدلِ والسياسة والحرب، كما أنَّ الدبلوماسيَّة الإسلامية - العربية كانت مرِنةً، و قامت على أساس تقديرِ مصالحِ الدولة و الدفاع عن كِيانها، فقد دخل صلاحُ الدين الأيُّوبي في تحالف مع بيزنطةَ المسيحيَّةِ النصرانية ضدَّ الغزو الصليبيِّ بين عامي 1185 و 1188م.

و ما زالت الدبلوماسيَّة الإسلامية في حاجة إلى مزيدٍ من البحث و التَّحقيقِ، و لم أطلعْ على عنايةٍ للفقهاء المتأخِّرين في الاستزادة في البحوث ذات العلاقة بالدبلوماسية الإسلامية.

الرابط:

 

http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A

 

قراءة 3789 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 19:08

أضف تعليق


كود امني
تحديث