و هكذا ففي صبيحة يوم 5 أفريل 1960، نزل بدارهم مجاهدان هما : محمد مشدالي (مشدالة) و محمد نمسي(عين بسام) بغرض أخذ المؤونة لإخوانهم، و بعد تناول الفطور أخلد المجاهدان للراحة للتخفيف من عناء السفر و هما مطمئنان و واثقان فليست هذه المرة الأولي التي يقصدان هذا البيت، و علي الساعة الثانية بعد الزوال و إثر وشاية وصلت بغتة سيارة جيب و شاحنتان عسكريتان محملتان بجنود العدو فحاصروا الدار من كل جهة، و كانت النتيجة إستشهاد المجاهدين.
لقد شاركت المرحومة : غزالي الجوهر في العملية، ففي اللحظة التي قفز المجاهدان من مكانهما و هما يحاولان الإعتصام بمكان إستراتيجي نسيا مجموعة من القنابل علي الأرض فأسرعت المرحومة و وضعتها داخل حجرها. فلما قضي الأمر جاء دور التفتيش فعثر العدو علي القنابل ، و بدأوا في تعذيبها عذابا جهنميا بالركل بأحذيتهم المدببة و الضرب بمؤخرة بنادقهم حتي همدت تماما ثم أفرغوا في جبينها رصاصات من بنادقهم كعلامة علي تنفيذ حكم الإعدام فيها.
حمل العدو الجثث الثلاث إلي الثكنة بذراع البرج بمدينة البويرة،و أستدعي العدو بعض المدنيين للتعرف علي الشهيدين غير أن الجميع أنكروا، لأن الإعتراف بمعرفتهما معناه التعامل مع الثورة و بالتالي التعذيب إن لم يكن الإعدام.
ثم دفن الشهداء الثلاثة في أماكن مجهولة و أجبر أهل الشهيدة علي الرحيل إلي مدينة بويرة بعد تهديم ديارهم للمرة الثانية، و بإستشهاد هذه الأخيرة تصبح الشهيدة رقم سبعة في عائلتها رحمهم الله و أسكنهم فسيح جنانه.
المصدر :
كتاب "من شهداء الثورة"
من منشورات مجلة "أول نوفمبر"
وزارة المجاهدين المنظمة الوطنية للمجاهدين
طبع بمطبعة دار هومة