قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 19 كانون2/يناير 2014 15:45

بين بومدين و عين كارم ... الإرث الضائع

كتبه  الأستاذ محمد سبرطعي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن للحضارة أعمدة لقيامها، و للأمم أسس لقوّتها، و للدول مقومات لسؤددها، و للشعوب عوامل لوعيها، و التاريخ من هذه الأعمدة و الأسس، و تلك المقومات و العوامل.

ليس التاريخ ترانيم تتلى على الصبيان لتنويمهم، و لا هو حكاوي تُقص على الناس لتخديرهم، بل هو ذاكرة الأمة و سجلّها الحافل الذي تستقي منه حلول مشكلاتها و دواء معضلاتها و بلسم جراحاتها، فقد قرّر الأقدمون بأنّه " ما أشبه اليوم بالبارحة " و قد نظّر المحْدثون أنّ " التاريخ يعيد نفسه " .

نعم، إن التاريخ حاوي الإنجازات، و مصبّ المفاخر، و محطة توليد و تكرير التجارب الناجحة و الأفكار المتألقة و القدوات المؤثرة.

و إنه إذ مرت علينا منذ أيام ذكرى من أسوأ ذكريات العصر الحديث ألا و هي نكبة حزيران 1967، أردنا من خلالها ذكر بعض ملاحمنا مما يتصل بنفس الموضوع و عين المكان، عسى أن تمحو حلاوة الماضي بعض مرارة الحاضر، لنقوى بذكراها على حسن بناء المستقبل " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق...".

نتذكر هنا شخصية من أعظم شخصيات التاريخ العلمي و الثقافي و الجهادي للجزائر.

نتذكر هنا شخصية و جهاد شيخ الشيوخ أبو مدين شعيب بن الحسن التلمساني، المولود بإشبيلية، و المتعلّم بفاس، و المجاهد ببيت المقدس، و المعلّم ببجاية، و المتوفى بتلمسان.

نتذكر هنا من أثنى عليه أبو الزيات التادلي، و مدحه أبو العباس الغبريني، و ذكره ابن الخطيب القسنطيني، و عرف قدره ابن مريم الشريف التلمساني، و عدّه في مصافّ الأولياء الكبار شيخ الإسلام ابن تيمية الحرّاني حين قال "مشايخ الإسلام وأئمة الهدى الذين جعل الله تعالى لهم لسان صدق في الأمة مثل سعيد بن المسيب والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس والأوزاعي وإبراهيم بن أدهم وسفيان الثوري والفضيل بن عياض ومعروف الكرّخْي، والشافعي، وأبي سليْمان، وأحمد بنَ حنبل، وبشرُ الحافي، وعبد الله بنُ المبارك، وشقيّق البلّخِي، ومن لا يحصى كثرة، إلى مثل المتأخرين: مثل الجنيد بن محمد القواريري وسهل بن عبد الله التَّستُري وعمر بن عثمان المكي ومن بعدهم، إلى أبي طالب المكي إلى مثل الشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ عدي والشيخ أبي البيان             والشيخ أبي مدين..."(مجموع الفتاوى ج 2 ص 452).

هذا الإمام الحجّة الذي جاهد بسلاحه رفقة صلاح الدين، و جُرح و روّى بدمائه الطاهرة أرض فلسطين، و قاد كتيبة مجاهدي المغرب العربي في حطّين.

رفيق صــلاح الديــن هل لـــــك عودة         فـــإن جيــوش الروم تنـــهى وتــــــأمر

رفاقك في الأغــــوار شــدوا سروجهم         وجنـــدك في حطـين صلـــــوا وكبّـروا
تغنّي بـــــك الدنـــيا كأنــــــك طـــارق         على بركــات الله يرســــو ويبــحـــــر
تناديك من شــــــوق مــــآذن مـــكــــة          وتبـــكــيك بــــدر يا حبيــــبي وخيـــبر

يحاصــــرنا كالمـــــوت ألـــــف خليفة          ففي الشرق هولاكو وفي الغرب قيصر

هذا المجاهد الذي كافأه صلاح الدين و كافأ تبعا له كل المغاربة بقرية موقوفة له و لقومه و هي قرية عين كارم ذات الأرضي الخصبة و الموقع الأخضر ، التي تقع عند السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك حيث حارة و باب المغاربة.

هذا الوقف العظيم الذي لما روجع صلاح الدن الأيوبي حوله قال " أسكنت هناك من يثبتون في البرّ، و يبطشون في البحر،  من أستأمنهم على هذا المسجد العظيم، و هذه المدينة".

لا أدري ما أقول بعد هذه الشهادة، و هذا التكليف، و تلك التركة، و ذاك العهد الثقيل.

لا أدري كيف سنجيب الفاتح الناصر عندما يسألنا عن حال و مآل هذه الأمانة، حين نلتقي عند العرصات، في يوم شعاره الأكبر " و قفوهم إنهم مسؤولون ".

ثم هناك شيء آخر مهم، أليس من العقوق لتاريخ هؤلاء الأماجد أن لا نسمع عنهم إلا النزر اليسير، بينما تطفح المجالس و الإذاعات، و الجرائد و اللقاءات، بذكر غيرهم ممن ليسوا لا في العير و لا في النفير.

ألا يستحق هذا العلم المفخرة أن يُذكر ولا يُنكر، و يُعلى ولا يُنسى، ويعرفه الناس، و يقتدي بسيرته الكبار و الصغار " و إنه لذكر لك و لقومك...".

أليس من حقنا إصلاح حاضرنا و بناء مستقبلنا على ما بنى به أسلافنا مجدهم و عزهم، أم أنّ الفاعل المختفي خلف البحار - و إن كان هو الفاعل الحقيقي في جملة تسيير حياتنا -           لا يرضى لنا سوى الاقتداء به شبرا بشبر و خطوة بخطوة ؟؟؟.        

أليس من حقنا أن نفتخر بمناقب رجالنا، و نسعد بذكر عظمائنا، و نتزود بأخبار أئمتنا،      حتى نعلم و يعلم غيرنا أن أصولنا طاهرة، و عروقنا صالحة، و جذورنا طيبة،                و أننا الأصلاء و لسنا الدخلاء.  

قراءة 2605 مرات آخر تعديل على الخميس, 15 تشرين2/نوفمبر 2018 14:44

التعليقات   

0 #1 أمال السائحي 2013-06-11 18:34
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لك أخي على هذا المقال الثمين والقيم...فإننا نحيا بتاريخنا وماضينا المشرف
جزاك الله خيرا
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث