قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 28 أيلول/سبتمبر 2023 18:41

ليلة ستبقى محفورة في الذاكرة

كتبه  الأستاذ بنشملال ريدال من المغرب الأقصي الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في ليلة الجمعة الثامن من شتنبر 2023، كان الناس على العادة التي آلفوا عليها بعضهم، هناك من ينتظر بالعشاء قدوم ابنه من العمل، و هناك من ينتظر قدوم أبيه أو أمه من العمل. أما في القرى نواحي مدينة مراكش و مدينة ورززات و نواحي تارودانت و باقي القرى المغربية... آلفو على الدخول إلى منازلهم مبكرا، لأن طبيعة الحياة في القرى تفرض عليهم المكوث خارج المنزل بوجود ضوء النهار، ومن خالف هذا فقد أجبل على ذلك لظرف خاص.
     و في الليلة المذكورة، كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلا و كان الظلام يسود على كل أرجاء السواحل الأطلسية في القرى عكس المدن التي تشرق فيها شمس المصابيح بعد غروب الشمس. و من المعلوم أن أهل القرى ينامون باكرا قصد الاستيقاظ المبكر، فإن أغلبهم ينتظر فقط من أجل قضاء صلاة العشاء قصد وضع الرأس على مخدات التفكير فيما سيفعل غدا حتى يغوص في الحلم بين الواقع و الخيال.
    و عند حلول الساعة الحادية عشر و اثني عشر دقيقة هبت رياح القدر لتنفض الغبار على الواقع و تعري معاناة هؤلاء الناس الذين يكتمون أسرارهم في هامش الحياة. ثوان فقط كانت كافية من أجل غضب جزئي للأرض. رمشة عين فقط كانت كافية من أجل ردم أرواح بريئة تحت الجدران الطينية المنقلبة رأسا على عقب.
    يا لها من لحظة تعجب في هذه الحياة غير الآمنة. بين لحظة و أخرى انقلبت الأمور؛ كان الناس في أمان مع عائلاتهم يعيشون السعادة المؤقتة بين لحظة و أخرى أصبح البعض تحت التراب و أصبح البعض الآخر بلا عائلة تحميه و بلا مأوى يأويه.
    من استطاع النجاة أصبح أمام أمرين؛ أيبكي على فراق أهله، أم يبحث عنهم تحت التراب: لا يدري أأحياء هم أم أموات؟ لحظات عصيبة، أم يفرح لنجاته من الردم تحت هذه الأنقاض؟ في هذه الليلة جل المناطق التي عرفت وصول موجات الزلزال لم يناموا لخوفهم من الأمان الذي منحه لهم المنزل سابقا.
    الناجون في تلك القرى لم يهدأ لهم البال حتى اجتمعوا من أجل البحث عن الناس و إنقاذهم، ظنا منهم أن المساعدة ستأتي من الدولة على الفور من أجل تعبئة الوسائل قصد مساعدتهم في دفن الشهداء، و إنقاذ الجرحى. استمروا في تلك الليلة يبحثون بأيديهم ويحفرون بوسائل تقليدية التي عثروا عليها.
    استيقظوا على ذلك الحال، و بعضهم يناجي في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إغاثتهم، و البعض الآخر وجد نفسه وحيدا بلا مأوى و الآخر وجد نفسه ينظر في الجثث ملقاة على الأرض... و البعض الآخر ممن استطاعوا إنقاذه من تحت التراب يحمد الله على هذه الحياة الجديدة و يعتبر نفسه مولودا جديدا يستطيع رؤية أبنائه الناجين من الموت، و البعض الآخر يبكي بحرقة على الحياة التي عادت له بعد وفاة جميع أبنائه و أسرته.

    أما في المدن فقد ذاقوا جزءا صغيرا من تلك المرارة الصعبة التي عاشها أهل القرى و لا زالوا يعيشونها بسبب الجثث التي لا زالت عالقة تحت الأنقاض. فقد فروا من المنازل إلى الأزقة و الساحات القريبة من الأحياء قصد الأمن و الأمان، هناك من أتى بفراشه إلى العشب و نام، و هناك من لم ينم؛ إذ بات إلى جانب أبنائه قصد حمايتهم، و هناك من نام داخل سيارته. و هناك من عاد إلى الداخل لينام قصد الاستيقاظ باكرا من أجل العمل أو الدراسة. و هناك من يتصفح صفحات مواقع التواصل و يقرأ منشورات مخيفة تخبر الناس بأن الزلزال سيكون بعد ساعات على شكل ضربات ارتدادية.
    بدأت الأمور تتضح، بدأت الشرائط تتهاطل على المواقع، بدأت القنوات العالمية تتحدث. الكل يتحدث عن الزلزال، و الناس لا زالوا يعانون ويلات التهميش رغم المصيبة التي أصبحوا عليها. بدأت الصورة تتضح بدأ الواقع يبدو صعبا على العين من أجل الوصول إلى ذلك المكان فما بالك بالوسائل التي سيقومون بالبحث بها.
    تجندت السلطات من أجل الاتجاه نحو هذه المناطق، و لكن للأسف من كان في حاجة للإنقاذ من تحت الأنقاض قد غادرت روحه إلى دار البقاء. بقيت فقط جثثه تنتظر دورها من أجل استخراجها و دفنها. ناهيك عن المواشي و البغال و الحمير البقر الكل تحت التراب مستقر.
    لا الحكومة سارعت من أجل إنقاد الجرحى و لا من أجل دفن الشهداء. أصبح الكل يتساءل: أين تلك القوافل التي تجوب الجبال و الطرقات الصعبة أيام الحملات الانتخابية؟ أين السيارات الفاخرة التي تفرق الأوراق الإشهارية على الدواوير و القرى؟ أين أصحاب القناع الذين يأتون بالوعود الكاذبة؟ أصبح الواقع واضحا، أصبح الواقع مرا. أين المؤثرون الذين يجمعون ملايين المشاهدات على ظهر الفقراء و الشعب؟ أين هم الآن و لا أحد وضع شريطا من أجل تحفيز الناس قصد المساهمة و التعاون قصد جمع التبرعات لهؤلاء المتضررين، إلا القلة القليلة من المؤثرين الغيورين الذين كانت لهم غيرة سابقة على هذا الوطن، هم الذين بادروا من أجل تحفيز الناس قصد جمع مواد التغذية و الأغطية و المؤونة و جلبها إلى جميع القرى المتضررة.
    ساعات قليلة كانت كافية من أجل ظهور حقيقة الشعب المغربي: حقيقة الأخوة المغربية، حقيقة الثقافة المغربية (المدن و القرى)، ساعات قليلة أصبح الكل مجند بما استطاع إليه سبيلا.
    في كل مدينة من المدن المغربية تجد متطوعين يجمعون التبرعات، هذا يتبرع بالخبز و الآخر بقنينات ماء، و الآخر بالحليب و التمر و الآخر بالدقيق و الزيت، و الآخر بوسيلة النقل، و الآخر بمشاركة المنشورات على المواقع من أجل وصول الخبر إلى الناس الذين يريدون المشاركة و لا يعرفون كيف و أين، و الآخر بالدعاء... و هكذا في جل أرجاء الوطن المغربي، في وقت الحزة و الشدائد تعرف الصديق من العدو. أما من ناحية أخرى هناك دول تنتظر فقط الضوء الأخضر من السلطات المغربية من أجل الإغاثة و الإعانة، و هناك دول ساهمت ماديا و أخرى معنويا.
    أمام هذه المشاهد ظهرت مقولة: 

"المغرب قائم بشعبه لا بحكومته"

    هذا هو سياق ظهور هذه المقولة، هذا هو الوضع أمام جميع أنظار العالم، الشعب المغربي جسم واحد إذا اشتكى منه جزء تداعى له الآخر بالسهر و البكاء. إذ أصبح المغرب في حداد وطني حزنا على المغرب العميق. هذا المغرب العميق بأحزانه و أغواره قد اتضحت الآن و أصبحت ظاهرة للعيان. لا وجود للبنية التحتية و لا طرقات و لا الكهرباء و لا شبكات التغطية. لا المنازل و لا العيش الكريم. هذا نموذج من نماذج كثيرة لمناطق المغربية لا زالت تعاني نفس الويلات و الصعوبات.

    ألا يمكن الانطلاق من هذه الفاجعة من أجل تسليط الضوء على القرى، و تنميتها و إصلاحها قصد مغرب الغد، و اعتبار هذه الفاجعة ضارة نافعة؟

الرابط : https://makalcloud.com/post/69n3vo0f9

قراءة 309 مرات آخر تعديل على الخميس, 28 أيلول/سبتمبر 2023 19:14

أضف تعليق


كود امني
تحديث