نحن لا نحدث أبناءنا عن التحديات الهائلة التي نواجهها كمسلمين، أبي و أمي بلي فعلوا ذلك معي....باكرا فهمت بأن وجودنا يكتنفه الكثير من الجمود و الكسل الفكري و تقاعس الإجتهاد و تكالب الأعداء علينا.
أتذكر جيدا تلك الواقعة التي عشتها و أنا بعد في العاشرة من عمري علي أعتاب فندق في دولة سنغافورة. فلتت بعض النقود من أبي رحمه الله، فأسرع صبيان امريكيين بإلتقاط تلك النقود و الإحتفاظ بها بدسها في جيوبهم تحت أعيننا و اعين أمهم، فسارعت بمطالبتهم بإعادة لنا نقودنا و برفضهم توجهت لأمهم التي نهرتهم و طلبت بإرجاع النقود لوالدي ...ففعلوا مذعنين....
أذكر ما قلته لأبي رحمه الله معلقة علي الواقعة: "بابا، الأمريكيين سراق!"
أي عالم إجتماع او انتربولوجيا أو عالم تاريخ سيقول لنا " إستعمار البيض النصرايين لأمريكا لا غبار عليه، فهذه دورة حضارية عادية تقضي بأن الأقوي و الأكثر تحضرا يتغلب علي الأضعف و يطرده من الأرض التي إستحوذ عليها بالقوة و أسس عليها مملكته أو دولته."
عادي جدا ما فعله البيض بقبائل الهنود الحمر و اليهود الصهاينة بالمسلمين و النصاري في فلسطين...
نعم الأقوي و صاحب تفوق علمي قاهر لكل ضعيف و متخلف...مثل هذا المنطق مفروض بقوة الحديد و النار بينما كان للهنود الحمر حضارتهم الخاصة بهم و نمطهم المعيشي الذي دل علي إحترامهم الشديد لسنن الكون و الطبيعة.
بينما البيض حولوا علمهم إلي ثورة صناعية أضرت بالكوكب كله و أما تكنولوجيا التواصل حولت الإتصال إلي قتل ممنهج علي المباشر، شق منه بالسلاح الفتاك و الشق المتبقي بمسخ العقول بمواد سمعية بصرية سامة.