كان عمري عشر سنين، ذات صبيحة مشرقة علي تلال بونشاك بجزيرة جاوا الأندونيسية، إستيقظت مرحة نشطة و علي طاولة الفطور أعلن لنا والدي رحمه الله مختار عنيبة :
اليوم سأستأجر لكم أحصنة لتركبوها و تتنزهوا بها.
صفقت بحرارة في قمة السعادة، منذ صغري تعلمت حب الحصان و تبجيله علي كل الحيوانات إلا القطط....آه كم أحب القطط...
خرجنا إلي حديقة إقامتنا الواسعة و أتي شبان أندونيسيين صغار بالأحصنة و أختار لي ابي رحمه الله أكبر الأحصنة و ساعدني علي الركوب. جلست علي ظهر الحصان مثل الملكة و أمسكت بالعنان بثقة كبيرة، فإبتسم والدي رحمه الله :
كالعادة عفاف تتميزين في كل شيء و كأنك ولدت علي ظهر حصان.
طلبت من الشاب الأندونيسي المرافق للحصان أن يبتعد عنه و قمت بمسح يدي علي رأس الحصان الذي فهم و بإشارة من صاحبه تحرك بي و كنت الوحيدة بين إخواني ممن كنت مستقلة تماما في قيادة الحصان...
و كانت نزهة من أروع ما يكون...
و أنا أتجول بخطي واثقة تمتمت أخاطب ربنا "ممتنة لك يا رب كمسلمة من أتباع سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام فرض علي ركوب الخيل...ها أنك يا تعالي حققت لي ذلك سبحانك يا رب لك الحمد و الشكر."