قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 15 كانون2/يناير 2015 10:40

في متعة التوفيق بين الثقافة والمقاومة عند إدوارد سعيد*

كتبه  الأستاذ منتصر حمادة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

ضيف هذا العرض البروفيسور و المفكر الفلسطيني الكبير، الراحل إدوارد سعيد، من خلال الترحال مع الاستجوابات الفكرية القيمة التي أجراها معه ديفيد بارساميان، تحت عنوان "إدوارد سعيد: الثقافة و المقاومة". (ترجم العمل علاء الدين أبو زينة، و راجعه محمد شاهين، وصدر عن دار الآداب البيروتية).

في تقديمه لهذا الكتاب يذكر لنا ديفيد بارساميان أن السؤال الأول الذي استقبله به إدوارد سعيد في مكتبه بجامعة كولومبيا كان: "هل لديك أسئلة وجيهة"؟ ثم يذكر لنا أن التوتر الذي كان يعتريه قبيل لقائه بمضيفه قد تُبدد و اختفى فقط عندما ألقى بارساميان مقاطع من شعر محمود درويش، حينئذ فقط انطلق في الحديث الذي انتهى إلى إجابات تلقائية، من دون مراجعة للأسئلة أو إجراء تمرينات عليها.

و بَدَهِي أن يطرح سعيد هذا الاستفسار عن طبيعة الأسئلة التي من المفروض أن يتطرق إليها بارساميان، فالرجل كان "مطلوبا" و"ملاحقا" من قبل مختلف المنابر الإعلام العربية و الغربية على حد سواء.

و كثيرا ما اشتكى من كثرة الذين قدموا للتحدث معه دون إلمام بأي شيء له علاقة بالتزامه و انتمائه، و على أي حال، كما يشير إلى ذلك محمد شاهين في تقديمه للكتاب، فإن تميّز الراحل هو الذي جعل بارساميان يصف إدوارد سعيد بأنه "رجل نهضة"، موحيا لنا بأن "إدوارد قد نهض بنا من عالم المجرد الضائع إلى عالم المحسوس، الذي تلقاه كل يوم مثلما نهض علماء أوروبا بمجتمعهم من ظلمات العصور الوسطى إلى النور".

* شتاينر: سعيد نص مفتوح على العالم:

تَمَكَّن إدوارد سعيد من اختراق حجب التقاليد الثقافية الغربية التي شيدت على مدى عقود طويلة في القرنين الماضيين، و استطاع أن يحول الأنظار إلى ما هو هام و حيوي و كوني، و قد قدم لنا مساهمة جليلة في مجال الثقافة شهِدَ العالم له بها، بدءا من محاضراته التي دعي لإلقائها في هيئة الإذاعة البريطانية، و هي سلسلة المحاضرات التي دعي لإلقائها مشاهير العالم من أمثل برتراند راسل، و نُشِرت فيما بعد تحت عنوان "صورة المثقف"، و التي دعا فيها المثقف إلى أن يجهر بالحقيقة في وجه السلطان، و إلى أن يكون المثقف هاويا لا مهنيا، بمعنى أن يكون حرا، إلى كتابه "الثقافة و الإمبريالية" الذي أصبح مرجعا مهما في ميدان الثقافة.

يُشبه بارساميان إدوارد سعيد بالملاح القديم الذي أتى إلى هذا العالم من دون هوية محددّة (و قد ذكر ذلك عن نفسه في غير مناسبة) و ربما يكون هذا ما دعا البروفيسور جورج شتاينر إلى القول: "إن إدوارد سعيد نص مفتوح على العالم".

و لنبدأ بقراءة ضيف العرض لأم الأحداث عند العرب و المسلمين خلال القرن الأخير، و نتحدث طبعا عن القضية الفلسطينية، خاصة و أنه دفع ثمنا باهظا بسبب مكانه البارز في مشهد القضية الفلسطينية، حيث وصم بأنه "بروفيسور الإرهاب" و دعته قائمة الدفاع اليهودية بـ"النازي"، و تم إحراق مكتبه في جامعة كولومبيا، و تلقى هو و أفراد عائلته "تهديدات بالموت لا حصر لها" كما كتب إدوارد نفسه.

حَدث هذا في عز صراعه ـ منذ أوائل التسعينيات ـ مع مرض سرطان الغدد اللمفاوية، و كان يمضي الوقت بين المشافي و خارجها، إما على وشك البدء في دورة من العلاج أو بصدد الانتهاء منها. و تمكن خلال ذلك كله من الكتابة و إلقاء المحاضرات. إن خصومه يريدونه صامتا، و لكنه يقول في واحدة من المقابلات التي يضمها هذا الكتاب: "ذلك ما لن يحدث إلا إذا مت".

و منذ استقالته من المجلس الوطني الفلسطيني عام 1991، أصبح سعيد واحدا من أبرز المناهضين علنا للراحل ياسر عرفات و لما يُسَمَّى بعملية السلام، و ظل صوتا متفردا للمقاومة وسط كل اللغط الذي ساد قبل و بعد توقيع اتفاقية أوسلو في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في سبتمبر عام 1993، و قد أدرك على الفور معنى أوسلو و أسماها "فرساي الفلسطينية"، و هو الذي قال لمحمد شاهين مُعلِّقا على ذلك الحدث: "كان كلينتون أشبه بإمبراطور روماني يجلب ملكين تابعين من ملوك الإقطاعيات إلى بلاطه الإمبراطوري و يدفع بهما إلى التصافح".

و من الأمثلة الغارقة في الدراماتيكية، و المتولدة عن "اتفاقات السلام"، المثال الخاص بمدينة الخليل: فهي مدينة عربية أساسا، و لم يكن فيها أي يهود قبل عام 1967، لكنهم استطاعوا أن ينشئوا مستعمرة بالقوة بقطنها من ثلاثمائة إلى أربعمائة يهودي داخل مدينة تضم حوالي مائة و عشرين إلى مائة و ثلاثين ألفا من السكان العرب، هؤلاء المستوطنون اليهود الذين يشكلون ما لا تزيد نسبته عن 0,3% من عدد السكان يسيطرون الآن على 20% من مساحة المدينة بفضل عملية السلام، و يقع الجزء الذي يحتلونه بالضبط في منتصف المنطقة العربية و ليس في الضواحي، و هكذا فإنهم يتجولون في المدينة محاطين بأفراد الجيش الذين يحمونهم و يزودونهم بالأسلحة.

يصف إدوارد سعيد إسرائيل بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تتلقى أكبر حجم من المساعدات العسكرية و الاقتصادية الأمريكية التي أصبحت تقارب الآن نحو 130 بليون دولار بقيمة الدولار الحالية، كما أن كل شخص أمريكي ذي شأن، سواء كان مرشحا في مقاطعة صغيرة في شمال ولاية نيويورك أو منافسا على رئاسة الدولة، يترتب عليه أن يعلن عن نفسه/أو نفسها كواحد من المؤيدين لإسرائيل دون قيد أو شرط، و هذا ما نعاينه هذه الأيام مع العد العكسي للانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ثم إن الإدارة الأمريكية تصطف في المعسكر الإسرائيلي إلى حد كبير، يضيف سعيد، و كل المعلومات المتوفرة عن المفاوضات التي جرت خلال السنوات السبع المنصرمة حول عملية السلام تقول بأن الولايات المتحدة قد تبنت في الحوارات كلها وجهة النظر الإسرائيلية و شكلت ظهيرا لإسرائيل، و يقف هنا كثيرا عند مجموعة من المؤشرات التي تزكي هذا التقييم، منها على سبيل المثال، أن كل المفوضين الذين انخرطوا في عملية السلام، بدءا من دينيس روس و مارتن إنديك و انتهاء بآهارون ميلر، إنما هم مستخدمون سابقون في اللوبي الصهيوني أو موالون له منذ أمد طويل.

* ابن لادن مؤشر على أشياء ستأتي:

و مادام الإرهاب موضوع الساعة بامتياز على الصعيد العالمي، يهمنا التوقف عند قراءة الراحل لهذا المأزق، و فيما يثبت سعة اطلاع المحاوِر (بارساميان)، نراه يستشهد بمقولة للراحل و صديق سعيد، إقبال أحمد (الذي مات في الباكستان عام 1999) و صَرَّح بها في عام 1998، و مفادها أن "أسامة بن لادن يشكل مؤشرا على أشياء ستأتي"، و عندما طلب منه بارساميان أن يوضح ما ذهب إليه، قال إقبال: "لقد غرست الولايات المتحدة في الشرق الأوسط و جنوب آسيا بذورا سامة جدا هي الآن في طور النمو، بعضها نضج و بعضها لم يزل في طور النضوج، و نحن نحتاج إلى فحص الأسباب وراء غرسها و ما الذي تمخضت عنه و كيف ينبغي أن تحصد. إن الصواريخ لن تحل المشكلة".

و جاء رد سعيد متقاطعا مع ردود جماعة نعوم تشومسكي و الراحل هوارد زن و القلة القليلة من المفكرين الأمريكيين الذين يحترمون أنفسهم، ففرضوا احترام الغير عليهم، و ضمن هذا الغير، نجد بطبيعة الحال المتتبع العربي و المسلم.

فقد لاحظ أولا أن الإرهاب أصبح بمثابة ستار تمت صناعته منذ نهاية الحرب الباردة على أيدي صناع السياسة في واشنطن، شأنهم شأن مجموعة كاملة من الناس من أمثال صامويل هنتنغتون و ستيفن إميرسون و الذين يملكون حصتهم من ذلك الإصرار. و قد تم فبركة المسألة لإبقاء السكان خائفين، غير آمنين، و لتبرير ما ترغب الولايات المتحدة فعله على سطح الكوكب.

و بهذا، فإن أي تهديد لمصالحها، سواء تمثلت بالنفط أو بمصالحها الجيو ـ استراتيجية في أي مكان آخر، أصبح يوصم بالإرهاب، و هو بالضبط ما دأب عليه الإسرائيليون منذ أواسط السبعينيات فيما يخص المقاومة الفلسطينية لسياساتهم، و لعله من المثير للاهتمام، يضيف سعيد، أن كل تاريخ الإرهاب يجد جذوره في السياسات التي انتهجتها الإمبريالية، فقد استخدم الفرنسيون كلمة "الإرهاب" لوصف كل شيء قام به الجزائريون لمقاومة الاحتلال الفرنسي الذي بدأ عام 1830 و لم ينته حتى عام 1962 كما استخدم البريطانيون الفكرة ذاتها في كل من بورما  و ماليزيا، ليخلص إلى تعريف طريف و دقيق للإرهاب، بحيث يصبح "هو أي شيء يقف في وجه ما نرغب "نحن" في فعله".

و بما أن للولايات المتحدة، و هي القوة العالمية العظمى الوحيدة، مصالح أو هي تتظاهر بأن لها مصالح في كل مكان، فإن الإرهاب يصبح أداه ملائمة لإدامة هذه الهيمنة و تأبيدها. و ينظر إلى الإرهاب الآن بوصفه مقاومة للعولمة، و ثمة إصرار على إقامة هذه الصلة، مستشهدا هذه المرة بالذي صدر عن أروندهاتي روي (ناشطة هندية شهيرة)، و التي لاحظت بأن القوى الغربية تهرول نحو وصم حركات المقاومة التي تقوم بها الشعوب ضد الحرمان، ضد البطالة أو ضد هدر الموارد الطبيعية.. بالإرهاب.

* "الهولوكوست".. نوع من الدين الدنيوي:

والحديث عن المتاجرة بالهولوكوست، يحيلنا على عمل رائع للمفكر الأمريكي نورمان فينكلشتين، والذي أصدر كتابا عنوانه "صناعة الهولوكوست" (والصادر هو الآخر عن نفس دار النشر البيروتية)، وقد نوه إدوارد سعيد بعمل فينكلشتين، مشيرا إلى أن هناك مجهودات مركزة في هذا الولايات المتحدة لتحويل الهولوكوست إلى نوع من الدين الدنيوي، و لجعله موضوعا للدراسة العلمية بمعنى خصوصيته باعتباره جزءا من التجربة اليهودية و مقصورا فقط على التجربة اليهودية، بينما في الحقيقة يجب النظر إليه باعتباره جزءا من ظاهرة أوسع بكثير، بما في ذلك الهولوكوست الذي جرى في فلسطين بحق السكان البدائيين الأصليين.

وينبغي بالتالي أن يضم مفهوم الهولوكوست لتلك الآلام  و العذابات و التجارب الفظيعة التي تعرض لها الأمريكيون الأفارقة الذين جلبوا بالملايين ليعانوا من العبودية و الرق. و هنا تبرز أهمية عمل فينكلشتين، حيث تعرف إلى صناعة الهولوكوست بشكل صائب على أن لها صلة وثيقة بتكريس القوة أكثر من كونها ذات صلة بتأكيد الحقيقة التاريخية.

 *بتصرف

الرابط:

http://alasr.me/articles/view/13448/#

قراءة 1648 مرات آخر تعديل على الإثنين, 13 تموز/يوليو 2015 15:43

أضف تعليق


كود امني
تحديث