قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 18 شباط/فبراير 2015 09:46

فقدان التوازن الاجتماعي " مقدمة"

كتبه  الأستاذة ليلي سعيد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هذا الكتيِّب رسالة من مجموعة رسائل تلقَّيتها من أخي جودت سعيد عام 1968، أيام محنة لم تكن فيها من صلة بيننا سوى الرسائل، و كنت أُطلع عليها من كنت على صلة معهم من الإخوة و الأخوات، إلا أنه كان في نفسي و مازال: إن هذه الرسائل ينبغي أن تُنشر، لما فيها من موضوعات شيِّقة و مفيدة.

و لهذه الرسالة قصة قصيرة، تبدأ منذ أن تعرّفنا على الأخت التي تُجري ترتيبات السفر إلى أمريكا للالتحاق بزوجها الذي يتابع دراسته هناك.

و مضت فترة، و نحن على صلة معها نتدارس و نتباحث، و مما زاد من اهتمامنا بها معرفتنا بزوجها، و ما له من مزايا في الجدّ و الاجتهاد.

و لمَّا كان يتطرق الحديث إلى اللباس الشرعي، كانت بعض الأخوات يُشجِّعها على ارتداء الجلباب عملاً بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ، وَ بَنَاتِكَ، وَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ، ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ، وَ كَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الأحزاب -59.

و كانت تُجيبهن: إن أسْرتي لا تسمح لي بذلك، و إنني سأواجهُ مِنْ كلِّ مَنْ حولي مِنْ أهلي و أقاربي معارضة شديدة لا أستطيع مجابهتها، و إنني سأسافر قريباً إلى بلد الحرية، إلى أمريكا، و هناك لا يتدخل أحد في شؤوني الخاصة، ألبس ما أشاء، و ما يروق لي، و إني انتظر اليوم الذي سأسافر فيه، حتى ارتدي الجلباب و أسافر به، و إن زوجي سيسرّه ذلك.

و فعلاً: حان موعد سفرها، و كانت قد أعدَّت جلباباً أنيقاً مع خِمار، فلبسته و سافرت … ثم أرسلت بعد وقت قريب إلى إحدى الأخوات رسالة تُعلمها فيها بأنها بعد وصولها خلعت الجلباب، لأنها شعرت بأنها إن بقيت بهذا اللباس فستكون منبوذة و ستكون حبيسة البيت، و ذكرت الأدلَّة على ذلك بأن الذين كانوا في استقبالها في المطار من أصدقاء زوجها قد أظهروا جفاء و انسحبوا حين رأوها بلباسها هذا، و أنها بعد أن فكرت، و قلَّبت الأمر، كشفت أنها كانت غبيَّة حين كانت تظن أنها لا تستطيع أن تكون مسلمة داعية بدون حجاب، و أنها رجعت إلى الآيات المتعلقة بالحجاب فوجدت أنها نزلت بعد تكوّن المجتمع الإسلامي، و أن ظروفها تختلف عن ظروف المجتمع الإسلامي، و ما إلى هنالك من المسوغات و المبررات

لقد كان الخبر غريباً على الأخوات، و مفاجئاً لهنّ، و اختلفت الغرابة و المفاجأة عند كل واحدة منهن بقدر ما عندها من تصورات و مفاهيم.

و قصَّتنا هذه، ليست قصة تخصُّ أفراداً معينين فحسب، لا إنها قصة متكررة مع كل من يمر في مثل مراحلهم، و لعل أطراف القصة تختلف من فرد إلى آخر، إلا أن الأصل و السبب واحد، ألا و هو: العجز عن التوازن بين المبدأ و الواقع.

و الآن.. و بعد مضي عقد من الزمن، و بعد أن قُدِّر لي و لعدد من أخواتي في الله رؤية العالم الغربي، و التعرف هناك على عدد جيد من النخبة التي تتابع الاختصاصات في مجالات عديدة من بلدان العالم الإسلامي، إخوة و أخوات، و سمعت و رأيت من مظاهر تلك القصة و ذلك:

- و في صورة الشاب الذي يمد يده ليزيح عن رأس عروسه التي اصطحبها معه إلى أوروبا غطاء شعرها قائلاً لم يبقَ لهذا دور في هذه البلاد.

- و في صورة الزوجة التي لا تكترث لرغبة زوجها المؤمن، وإلحاحه على التزام شرع الله في لباسها مدَّية: أن اللباس الشرعي لا يتناسب مع الاختصاص الذي يمارسه زوجها أو الذي تمارسه هي، في حين رأيت مؤمنات ملتزمات في الاختصاص نفسه.

- و في صورة مجموعة من زوجات الأطباء كنَّ يحاولن أن يكون غطاء الرأس يتناسب مع بعض التقليعات الأجنبية حتى ينفين عن أنفسهن أيّ مظهر يدلّ على أنَّهنّ! شرقيات، و منتميات إلى العالم المتخلِّف. و بعضهنَّ رفضنَ الاعتراف بذلك، و حاولن إيجاد مبررات أخرى، ألا أن الصريحات منهنّ ذكرنَ لي بوضوح دوافعهن إلى اختيار تلك الأشكال

- و كذلك في صورة امرأة وسط مجلس يضمُّ رجالاً و نساءً، في لباس غير محتشم على أقلّ تقدير … وقت قلتُ لها بعد أن انفضَّ المجلس و انفردت بها: فهمنا أنكن تبغون بكشف الشعر و أطراف الجسم إظهار المفاتن و الجمال، و لكن وصل الأمر إلى إظهار ما ليس بجمال!! و أيُ جمال تبغون من شف أجزاء من الجذع؟! إن الأمر خرج من الجمال إلى الابتذال!!.

قالت مفسِّرة و مبررة: لقد كنت محجبة، و قضيت سنوات الدراسة الجامعية مع التمسك بحجابي، و لمَّا تخرجت و دخلت العمل تراجعت، و لما تزوجت و سافرت لم أجد حولي سنداً يدعمني، لذلك ما استطعت المحافظة على ما كنتُ عليه، و تركت الحجاب، و تركت الصلاة!! و لم يبق لديَّ سوى صيام شهر رمضان.

وقفت عند قولها لم أجد حولي سنداً يدعمني. و كانت تقصد أنها لم تجد أشخاصاً يدعمونها، و يشجِّعونها، و لكن انتقل ذهني إلى سند من نوع آخر، فلو كانت عندها فكرة تدعمها، ألم يكن في الإمكان الاستمرار؟

و هكذا.. بعد أن تكررت القصة، و زادت تجاربي، شعرت بأهمية عرض هذه الأفكار، كي تتاح لها أن تصل إلى أيدي إخواننا و أخواتنا، خاصة المقيمين منهم على محور موسكو - واشنطن، ذلك المحور الذي يتيه فيه من لا قدرة له على التوازن بين المبدأ و الواقع، أو بين النظرية و التاريخ، أو بين الفكرة و التطبيق.

إن الفكرة التي تفقد السند الاجتماعي تتعرض للزلزلة، و المسلم في الوضع الراهن يُعاني من هذه المشكلة، فالمسلم في عمومه لا يعاني من أزمة في مبدئه الديني، و إنما يعاني من عجزه عن حل مشكلاته وفق السنن الاجتماعية، و هذا العجز ينعكس بدوره على مبدئه، و معظم الذين يفقدون الإسلام من أهله أو من غير أهله، ينطلقون من هذه النظرة.

و هذا الموضوع بحاجة إلى تفصيل أدق كي يكون واضحاً، فإن وضوحه يحلُّ كثيراً من المشكلات. و قد أكد الأستاذ مالك بن نبي - رحمه الله - على هذا الجانب في فصل: العالم الإسلامي و فكرة الأفرو آسيوية، من كتابه « فكرة الأفريقية الآسيوية ».

و يمكن إلقاء ضوء أكثر وضوحاً على هذه الفكرة بأسلوب آخر، هو أسلوب الإخلاص و الصواب، فقد يكون الإنسان مخلصاً جداً، يبذل نفسه و ماله في سبيل مبدئه، إلا أن إخلاصه هذا غير كافٍ للنجاح إن لم يكن عنده علمٌ في كيف يخدمُ مبدأه.

هذه هي مشكلة العالم الإسلامي: مشكلة الإخلاص و الصواب، أو مشكلة المبدأ و الواقع، أو مشكلة الفكرة و التطبيق، أو مشكلة الانفصام الاجتماعي، أو مشكلة الإيمان و العلم.

و تلكم هي القصة كما كتبتُها إلى أخي جودت، و لنتأمل الآن رسالته الجوابية التي يكشف فيها الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى فقدان التوازن الاجتماعي، ذلك أن كشف هذه الأسباب يجعلنا نتبين بعض سنن تغيير النفس و المجتمع.

و هو الذي كتب إليّ يقول:

و أشعر أنني أُطِلُّ على العالم من خلالك … و لئن كانت الرسالة موجهة إليّ، فالأفكار لكل من يبحث عن الصواب     .

يتبع بأجزاء ........

http://jawdatsaid.net/index.php?title

قراءة 1751 مرات آخر تعديل على الإثنين, 13 تموز/يوليو 2015 15:46

أضف تعليق


كود امني
تحديث