قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 25 حزيران/يونيو 2014 19:25

تأثير المسلسلات المدبلجة على الأسرة العربية (فئة المراهقين أنموذجًا ) (4)

كتبه  الدكتورة شميسة الخولي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لقد تحدَّثنا في أجزاء سابقة من الدِّراسة عن مختلف القيم غير الإسلامية التي تمرَّر عبر المسلسلات المدبلجة، ثم توقَّفنا عند الوسائل التي تُتَّخذ لجلب الجمهور العريض لتتبُّع هذه المسلسلات بما في ذلك فئة المراهقين، و تتبَّعنا بعد ذلك عناوينها موضِّحين ما تخلِّفه من آثار اجتماعية و نفسية لدى المشاهد.

و نأتي في هذه الأسطر إلى بسط الجزء التطبيقي - الذي يسبق الحلول المقترحة - كدعامة أساسية لما ذهبنا إليه في الأجزاء السَّابقة من البحث، و منه فسَّرنا الظاهرة و أعطينا أحكامًا و حلولاً.

لقد قُمنا بدراسة إحصائية اتَّبعنا فيها منهج مسح جمهور المسلسلات المدبلجة من المراهقين، من خلال توزيع استبيانات ميدانية كأداة رئيسة لجمع المعلومات على (200) مراهق و مراهقة كعيِّنة عشوائية من تلاميذ المدارس الثَّانوية بالجزائر.

و قد تنوَّعت عيِّنة الدِّراسة بين الذُّكور و الإناث، و إن كانت نسبة الإناث أكبر نظرا لاكتساحهن صفوف المرحلة الثَّانوية على حساب الذُّكور، بحيث بلغ عدد المتمدرسات ما نسبته 72.5٪ و بلغ عدد المتمدرسين 27.5٪ من مجموع العيِّنة المدروسة.

و تراوح سن التلاميذ الذين طُبِّق عليهم المسح، ما بين خمسة عشر سنة و عشرون سنة؛ لأنَّ العيِّنة وُزِّعت على تلاميذ المستويات الثلاثة في المرحلة الثانوية، السنة الأولى و الثانية و الثالثة.

كما عمدنا إلى تنويع التخصُّص الدراسي لهؤلاء التلاميذ ما بين الشُّعب العلمية و الشُّعب الأدبية، لتكون النتائج معبِّرة عن فئة المراهقين المتمدرسين بالثَّانويات بصفة عامة.

إضافة إلى اعتمادنا على أسئلة لها أجوبة اختيارية بـ (نعم) أو (لا)، و أسئلة أخرى سجَّلنا فيها الاحتمالات المتوقَّعة و تركنا للتلميذ اختيار ما يُناسب حالته، و أسئلة أخرى طُلب فيها من التلميذ أن يجيب عنها كتابيا بُغية التَّعبير عن وجهة نظره أو أحاسيسه.

فيا ترى ما هي أهم النَّتائج التي خرجنا بها من دراسة الاستبيانات؟

سنحاول عبر هذه النِّقاط التالية أن نلخِّص أهم ما استطعنا أن نتبيَّنه من خلال دراسة متأنية لإجابات التلاميذ المختلفة:

1- إن أكثر القنوات التي يُدمن عليها شبابنا لمتابعة أغلب المسلسلات المدبلجة هي مجموعة قنوات مركز تلفزيون الشَّرق الأوسط المعروفة باسم: (mbc) و ما أطلق من قنوات تابعة لها، و التي تبثُّ برامجها من مدينة دبي للإعلام، و المتمثِّلة حسب نتائج الاستبيانات في: mbc، mbc4، mbc drama، mbc2، mbc max، mbc action، إذ بلغت نسبة تتبُّع المسلسلات المدبلجة عبر هذه القنوات ما نسبته 60.5٪ من مجموع القنوات التي تُلتقط بالجزائر.

بينما حلَّت قناة أبو ظبي الأولى و أبو ظبي دراما في المركز الثاني بنسبة 23.5٪ تليها قناة زي ألوان بنسبة 6.5٪ ثم القناة الجزائرية الثالثة بنسبة لا تتعدى 3٪، بينما كانت 3٪ المتبقية موزَّعة بين القنوات: نسمة، دبي، 2m، fox.

2-  لقد استطاعت المسلسلات التركية المدبلجة أن تستقطب أكبر عدد من المتابعين على حساب الهويات المختلفة لبقية المسلسلات، بحيث استحوذت على ما نسبته 36٪، ثم تليها المسلسلات الهندية بنسبة 20.5٪، ثم المسلسلات الأمريكية بنسبة 15.5٪، لنجد بعدها المسلسلات الكورية بنسبة 15٪، و أخيرا المسلسلات المكسيكية بنسبة 13٪.

مع الإشارة إلى أنَّ النسبة الأكبر من المتتبعين للدراما التركية تقع بين الفتيات بخلاف الذكور الذين يفضل أغلبهم متابعة المسلسلات الأمريكية مع القلة من الفتيات أيضا.

و هذا ليس مختصا بالجزائر فحسب، فآخر نتائج بعض الاستفتاءات توحي بأن الدراما التركية هي المتصدِّرة للمشهد عربيَّا!

فبالرجوع لأشهر القنوات العربية التي تبثُّ المسلسلات المدبلجة (mbc) نجد أنها استرعت اهتمام ما يُقارب سبعة ملايين صوت عربي قام بالتَّصويت للأفضل عام 2013م على موقعها الرسمي، و فيها تنافس (140) نجما -كما شاعت تسميتهم- عربياًّ و تركيًّا و كذا (40مسلسلا ما بين عربي و مدبلج، ليُتوَّج في الأخير مسلسل تركي و يتصدّر القائمة.

3- حسب نتائج الاستبيان بلغ عدد المسلسلات المشاهدة ما بين مسلسل واحد إلى أربعة مسلسلات يوميا لكل واحد من التلاميذ، و معلوم أن أسئلة الاستبيانات تمحورت حول المسلسلات المدبلجة، فماذا لو أضفنا إليها المسلسلات العربية؟!

4- من خلال سبر آراء التلاميذ حول الحالة النَّفسية التي تنتابهم إذا ما فاتتهم حلقة من حلقات مسلسلهم المدبلج المفضل لديهم، وجدنا ما نسبته 60٪ ما بين متضايق و غاضب و حزين و الإحساس بفقد أمر ما، بينما أبدت النسبة الباقية و المتمثلة في 40٪ عن عدم اكتراثها.

لكن هذه النِّسبة التي توحي مبدئيا بعدم الاكتراث حيال فوات الحلقة، جعلتنا نُفتِّش عن أسباب عدم الاهتمام المتناقض مع الإقبال على المتابعة، فوجدناها في الخيارات المتاحة التي تمكِّن مَن فاتته الحلقة من متابعتها من جديد أو معرفة ما حدث خلالها، بحيث يقوم 43.5٪ من العيِّنة المدروسة بالتَّواصل مع من تابع الحلقة لمعرفة ما حدث، مما يؤكد إقبال من حولنا على مشاهدة هذه المسلسلات و سهولة ايجاد من تابع الحلقة، في حين بلغت نسبة من يشاهدون الحلقة التي تلي الحلقة التي لم يشاهدوها لفهم ما حدث حوالي 35٪، و هذا يعني أنه بالإمكان تجاهل حلقة كاملة لكثرة التفاصيل التي لا تسمن و لا تغني من جوع، و هذا من أسباب إطالة المسلسل إلى عشرات الحلقات.

و يقوم آخرون بتحميل الحلقة عبر الأنترنت لمشاهدتها و هو ما يعادل 19٪ من المجموع الكلي، خصوصا إن كانت الحلقة الأخيرة، فالخبر ليس كالمعاينة! و يعتمد البقية على مشاهدة الإعادة التي تبثُّها نفس القنوات للحلقة بما نسبته 2.5٪.

5- يؤثر تتبُّع المسلسلات المدبلجة على العبادة بشكل ملحوظ، بحيث سجَّلنا ما يعادل 48.5٪ من مجموع العيِّنة يكملون مشاهدة ما تبقى من المسلسل رغم دخول وقت الصلاة و سماع صوت الأذان، و 41٪ منهم يقطعون تتبعهم للمسلسل و يصلُّون، بينما يجد 4٪ منهم مخرجا أثناء عرض الإشهار بغية أداء الصلاة ثم الرجوع لمتابعة الحلقة، و بنفس النسبة سجَّلنا مَن لا ينتبه أصلاً لرفع الأذان حين تكون جوارحه كلها متَّصلة بالمسلسل و أبطاله و أحداثه، إضافة إلى 3٪ من التلاميذ لا يصلون أصلا.

بينما نجد ما يعادل 44.5٪ من العدد الإجمالي للعيِّنة يشاهدون المسلسلات المدبلجة في شهر رمضان، مما يؤثِّر سلبا على العبادة في شهر الصِّيام بإطلاق النَّظر و السَّمع لما حرَّم الله، و قد استرعت انتباهي وجود بعض التعليقات التي لم أطلبها منهم على شاكلة تكرار (نعم) للدلالة على استحالة مرور شهر رمضان دون تتبُّع المسلسلات المدبلجة، أو مثل: (أكيد) أو كقول أحدهم: (إذا لم أتابع المسلسلات في رمضان كيف أقضي على الوقت!).

6- يؤثر تتبُّع المسلسلات المدبلجة بشكل جليٍّ على المردود الدراسي أيضا، بحيث يفضِّل التلميذ الجزائري متابعة الحلقة أولا ثم إنجاز الواجبات المنزلية ثانيا، إذْ بلغت نسبة هذا التفضيل 65٪، و نلفي 16.5٪ منهم ينجزونها قبل بداية الحلقة، للتفرُّغ التَّام للمتابعة، بينما نجد 14.5٪ منهم يتركون واجباتهم لقُبيل تقديمها، أما ما تبقى فيلجؤون إلى الاعتماد على حلول زملائهم.

7- تعدُّ الأسرة المنبع الأوَّل لتفشي ظاهرة الإدمان على متابعة المسلسلات المدبلجة بدليل وجود من يُتابع المسلسل مع المراهق كالإخوة و الأخوات و الأم التي يُفترض أن تكون القدوة، ثم المحيط الدراسي بالتفاهم مع الزملاء و الزميلات.

و بلغة الأرقام سجَّلنا 42.5٪ من العيِّنة المدروسة يشاهدون المسلسلات المدبلجة مع الأخوات و الإخوة، و 32٪ منهم يشاهدونها رفقة الأمهات، كما يتَّفق جزء منهم مع زملائهم لمتابعة الحلقات بما نسبته 9.5٪، و تتَّفق مجموعة أخرى مع الأصدقاء من غير زملاء الدراسة و كذا الجيران بمعدل 8.5٪، في حين يفضِّل 5٪ من المشاهدين المراهقين تتبُّع المسلسلات المدبلجة بمفردهم، و نجد مرافقة الأب أمام الشاشة الصغيرة في ذيل القائمة بما نسبته 2.5٪.

و قد تجمع بعض الحالات السابقة، فيَجمع المسلسل المدبلج الأم و البنات مثلا، أو الأم مع البنات و بالاتِّفاق مع الجارات، و هكذا.

8- بطرح سؤال جوهري على التلاميذ المعنيين بالاستبيان قلنا: هل لهؤلاء الأبطال وجود في حياتك و مجتمعك؟ فكانت النِّسب متفاوتة بين من يقول: (لا) و من يقول: (مستحيل) بما نسبته 39٪، و بين من يقول: (لا أدري) بنسبة 36٪، بينما اعتبر 25٪ منهم أن هذه الشخصيات (موجودة في حياتنا).

9- و لأن حق الوالدين قُرن بحق الله تعالى علينا حاولنا معرفة مدى تجاوب المراهق مع نداء والديه و قضاء حوائجهما أثناء عرض المسلسل المدبلج، فكان ما نسبته 76.5٪ من الفئة المدروسة يأتمرون بما يطلب الوالدان ثم يعودون إلى متابعة الحلقة، و 20.5٪ منهم يكملون الحلقة ثم يقومون بما طُلب منهم، و3٪ منهم لا ينتبهون أصلا لنداء الوالدين.

و هناك بعض التعليقات التي لم أطلبها و وجدتها في هذا العنصر، مثل قول إحداهن -كتابةً-: (إن كان والدي هو الذي يناديني أأتمر بأمره أما والدتي فأنتظر حتى آخر لقطة من الحلقة!).

بينما كان تعليق آخر يقول: (إن كان الطلب يُنجز داخل البيت أنجزه و أعود لمتابعة الحلقة، أما إن تطلَّب الخروج من البيت فلن أخرج حتى انتهاء الحلقة!).

10- من أهم الأسئلة التي تكشف لنا لمَ يُدمن المراهق على متابعة المسلسلات المدبلجة، هو قولنا في إحدى أسئلة الاستبيان: ما هي الشخصية التي تمنيت أن تكون أنتَ/أنتِ؟ و ما الذي يعجبك في هذه الشخصية؟

فكانت مجموعة من القيم التي يفتقدها المراهق أو يسعى لتحقيقها في شخصيته أو التي انعدمت في محيطه، و وجدها من خلال أبطال المسلسل، و نلخصها في: الجمال، حنان الأم، الحب، الصَّبر، الثِّقة بالنفس، مواجهة مصاعب الحياة، الصَّراحة، الجرأة، تحمُّل المسؤولية، التَّسامح، الطيبة، حب الوطن، الشَّجاعة، القوة، و كلها حسب ما نلاحظ قيم ايجابية في ظاهرها، لكن أي حب و أي ثقة بالنفس و أي جرأة يسوِّقونها لشبابنا؟

إن الإطار الذي يجمع هذه الصفات خاطئ من أساسه، فقد يكون الحب بين امرأة و رجل أجنبي عنها و قد تكون الجرأة لفتاة في مواقف غير أخلاقية –و هذا ما تناولناه في عنصر سابق من البحث.

و لكن هنا نطرح السؤالألا توجد نماذج صالحة للاقتداء حتى يصبح البطل فلان رمزا للحب، و البطلة فلانة رمزا للثِّقة بالنفس و هلم جرا؟ إنه باختصار فقدان القدوة لدى المراهق!

و من ذلك أيضا قيم دخيلة قلبًا و قالبًا، ألفيناها في عداد أسباب التعلُّق بأبطال تلك المسلسلات - حسب نتائج الاستبيانات دائما - كاتِّباع الموضة، و اللِّباس العصري الفاضح، و طريقة العيش، و حب أكثر من حبيب، و القدرة على كسب قلوب الفتيات، و طريقة كبت مشاعر الحب اتجاه الزميلة في العمل، و اللَّطافة في الحديث مع النِّساء، و التَّضحية من أجل العشيق، و طريقة الايقاع بشاب غني رغم فقر البطلة، و أغرب إجابة رثيت لحال صاحبتها كانت: لأن حبيبها هو مهنَّد!

و من ذلك أيضا حالات عبَّرت فيها بعض التلميذات عن رغباتهن المكبوتة و التي انعكست في صورة البطلات، مثل قول بعضهن: البطلة نحيفة و السَّبب أنها هي نفسها بدينة و تتمنى أن تكون رشيقة القدِّ، و قول أخرى: البطلة طبيبة، و السبب أنها هي من ترغب أن تصبح طبيبة!

و القِلَّة القليلة و التي تعدُّ على أصابع اليد الواحدة ردَّدوا قائلين: أنا تعجبني شخصيتي ول ا أريد أن أكون صورة طبق الأصل لشخصية منهم.

11- حاول التلاميذ تذكُّر عدد المسلسلات التي تابعوها طيلة حياتهم التي لا تتعدى العشرين سنة، فكانت العشرات!

12- الفتيات أكثر متابعة للمسلسلات المدبلجة مقارنة بالذكور نظرا لوجود برامج أخرى تستميلهم مثل مباريات كرة القدم وكثرة الخروج من البيت.

13- أغلبية المسلسلات المدبلجة يتخلَّلها إشهار، مما يُساهم في توسيع دائرة القيم الدخيلة المتنافية مع الإسلام، فالإشهار يكون ترويجا للمنتجات الأجنبية أو منتجات محلية بوجوه و أجسام أجنبية، أو إشهار لحصص فنية، فإلى أين المفر؟

لكن النُّفور من الإشهار لحدِّ الكره هو النُّقطة الوحيدة التي عليها شبه إجماع من طرف العيِّنة المعنية بالدراسة، بسبب قطعها لذلك التآلف و التعايش الجميل بين الأحداث و المشاهد.

هذا هو الدَّاء... فكيف تكون أولى خطوات العلاج؟!

يتبع...



رابط الموضوعhttp://www.alukah.net/culture/0/68881/#ixzz32p4FfC2H

قراءة 2929 مرات آخر تعديل على السبت, 11 تموز/يوليو 2015 09:37

أضف تعليق


كود امني
تحديث